responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار نویسنده : مقديش، محمود    جلد : 1  صفحه : 149
الدّيار، كثيرة الأشجار، غزيرة الثمار، وبها يعمل من الثياب الفاخرة كل عجيب، ومن الأعمال الباهرة كل غريب، وليس في معمور الأرض مثلها، وهي إلى الآن مزدحم الرّجال ومحطّ الرحال، ومقصد التجّار، من سائر القفار والبحار، والنيل يدخل إليها من تحت أقبية إلى معمورها، ويدور بها وينقسم في دورها بصنعة عجيبة، وحكمة غريبة، يتصل بعضها ببعض أحسن اتصال، لأن عمارتها تشبه رقعة الشطرنج في المثال، واحدى عجائب الدنيا فيها، وهي المنار التي لم ير مثلها في الجهات والأقطار.
وبين [338] المدينة [339] والمنار ميل واحد [في البحر] [340] وفي البر ثلاثة أميال، أحجارها من صميم الكذان، وقد أفرغ الرّصاص في أوصالها، فبعضها مرتبط ببعض [341] معقود لئلا [342] ينفكّ البناء، والبحر يصدم أحجارها من الجهة الشمالية.
وارتفاع هذه المنارة ثلاثمائة ذراع بالرّشاشى [343] وهو ثلاثة أشبار وذلك أن طولها مائة قامة، وستة وتسعون قامة إلى القبّة التي بأعلاها، وطول القبّة أربع قامات. ومن الأرض إلى الحزام الأوسط / سبعون قامة، ويصعد إلى أعلاها من درج عريض في وسطها كالعادة في أدراج الصوامع، وينتهي الدرج الأول إلى نصفها، ثم ينقبض البناء في نصفها من الأربعة أوجه. وفي جوف هذا البناء وتحت أدراجه بيوت مبنية. ومن هذا الحزام الأوسط يطلع بناؤها إلى أعلاها، مقبوضا على مقدار البناء الأسفل بمقدار ما يستدير به الانسان من كل ناحية. ويصعد أيضا إلى أعلاها من هذا الحزام في أدراج أقل أقبية من الأدراج السّفلى، وفيه زراقات وأضواء في كل وجه منها، يدخل الضوء عليها من خارج إلى داخل بحيث يبصر الصاعد فيها حيث يضع قدميه حتى يصعد، والمنفعة فيها أنها علم توقد النار بها في وسطها، بالليل والنهار، في أوقات سفر المراكب، فيرى أهل المراكب تلك النار، فيعملون عليها وترى من بعد مجرى، لأنها تظهر بالليل كالنجم وبالنهار يرى منها دخان، وذلك أن الاسكندرية في آخر الجون متّصلة بها أوطية وصحار متصلة [344]، لا جبل بها ولا علامة يستدل بها [345] عليها. ولولا تلك النار لضلت أكثر

[338] يرجع للنقل من ن. م. ص: 139.
[339] كذا في ن. م. وفي خريدة العجائب: «وبين المنار والنيل» ص: 25.
[340] اضافة من ن. م. للدقة.
[341] في ت «وبعضها».
[342] في الأصول: «لا» والاصلاح من عندنا.
[343] في الأصول: «الرشراشي» والمثبت من ن. م. ص: 139 ومن معجم دوزي. وفي خريدة العجائب: «بالرشاشي لا بالساعدي».
(Dozy : Supplement aux dictionnaires urabes, 1/ 529) .
[344] ساقطة من ش.
[345] ساقطة من ط.
نام کتاب : نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار نویسنده : مقديش، محمود    جلد : 1  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست