نام کتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 755
ج- نفي الألوهية عن المسيح: قال تعال: "لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم" (المائدة، آية:17) وتأليه المسيح قد بدأت بوادره في حياته عليه السلام، واستمر هذا الانحراف بتأثير الفلسفات القديمة والديانات الوثنية السائدة في المناطق التي انتشرت فيها النصرانية حيث تسربت إليها مع بولس اليهودي من دور كبير في هذا الانحراف بديانة النصارى وإفسادها عقيدة وشريعة [1]، وبذلك انقسم النصارى بعد المسيح عليه السلام إلى قسمين: طائفة جنحت للشرك بالله بتأليه المسيح ونبوته وقد استمر هذا الوضع والنزاع في طبيعة المسيح عليه السلام حتى مطلع القرن الرابع الميلادي حين حمل لواء التوحيد – أريوس المصري [2]، الذي أنكر معتقدات بولس وقرر أن المسيح ليس إلها ولا ابن إله [3] واشتد الصراع لذلك بين أتباع وثنية بولس وتوحيد أربوس، حتى دخل قسطنطين حاكم الرومان بالنصرانية فأمر بعقد مجمع ديني ضخم لجميع الكنائس، وذلك للفصل في أمر الخلاف بين أريوس ومعارضيه، حيث عقد مجمع نيقيه سنة 325م الذي حضره ألف وثمانمائة وأربعون من الأساقفة الذين اشتد الخلاف بينهم في طبيعة المسيح حتى انسحب أكثرهم ولم يبق إلا ثلاثمائة وثمانية عشرة أسقفاً وكان قسطنطين لخلفيته الوثنية يميل إلى رأي تأليه المسيح عليه السلام، فأيد هذا الرأي وانتهى هذا المجمع إلى قرارات أهمها القول بألوهية المسيح وتكفير أريوس وأتباعه [4].
وقد تصدى العلماء المسلمون في فترة الحروب الصليبية إلى مناقشة دعوى ألوهية المسيح عليه السلام وتفنيد أدلة النصارى وشبههم التي يعتمدون عليها في ذلك وكان إبطال هذه العقيدة على النحو التالي: [1] دعوة المسلمين للنصارى في عصر الحروب الصليبية (1/ 269). [2] المصدر نفسه (1/ 270). [3] المصدر نفسه. [4] دعوة المسلمين للنصارى في عصر الحروب الصليبية (1/ 270).
نام کتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 755