responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 449
[2] - عندما ننظر إلى عصر صلاح الدين الأيوبي، ولم يكن مر على اتفاقية صلح الرملة 1192م/588هـ، واتفاقية يافا 1229م/627هـ سوى سبعة وثلاثين سنة، نجد أن صلاح الدين الأيوبي يحارب الصليبيين بشراسة ولا يفرط بالقدس أبداً، وتعليل ذلك واضح وهي أن لها مكانتها الدينية، كما أنها رمز لقضية الجهاد أضف إلى ذلك أنه رأى أنه ليس من حقه كقائد لحركة الجهاد حينذاك أن يقدم القدس للصليبيين ويلاحظ هنا أن وضعه القتالي كان أصعب بمراحل إذا ما قارناه مع الكامل الأيوبي ويكفي أنه على مدى الأعوام 1187م/583هـ/إلى 1192م/588هـ لم يتوقف عن الصراع مع الصليبيين ومن أمثلته معركة عكا المريرة على مدى عامين كاملين، ورفض تماماً أن يحصل الصليبيون على القدس، ودل ذلك على الحنكة السياسية الحقيقية والبطولة الصادقة، وهكذا فإن الجيل الذي استشهد رجاله من أجل عودة المدينة المقدسة للمسلمين، لم يفكر للحظة في التفريط فيها، أما الجيل الذي وجد نفسه أمام المدينة المذكورة دونما مشقة فلم تكن تعنيه في قليل أو كثير، وكان من السهل عليه أن يقدمها للصليبيين دون عناء [1].

3 - توافرت لدى الكامل الأيوبي النية لتقديم القدس على طبق من ذهب للصليبيين من قبل مقدم فردريك الثاني، ولا أدل على ذلك ما حدث خلال الصليبية الخامسة، وقد كرر عرضه على الصليبيين عدة مرات، على نحو عكس عدم حنكته السياسية وأنه لم يكن لديه القدرة على التعامل مع الصليبيين سياسياً، وكل مديح توافر لدى المصادر التاريخية العربية لذلك السلطان الأيوبي ربما يكون صادقاً على صعيد السياسة الداخلية وما أحدثه من مشاريع حضارية واستتباب الأمن إلا أن السياسة الخارجية والتعامل مع الصليبيين جعلته لا يحظى بتقدير المؤرخ المنصف. (2)

[1] الحروب الصليبية العلاقات بين الشرق والغرب ص 294.
[2] المصدر نفسه ص 295.
نام کتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 449
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست