responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 238
فاتفق رأي الكل على بذل الأمان لهم، وتسلم دمياط منهم، فأجيبوا إلى ما طلبوا على أن يأخذ منهم السلطان الملك الكامل ملوكهم رهائن إلى أن يسلموا دمياط، وطلبوا هم أن يأخذوا ولد السلطان وجماعة من خواصه رهائن إلى أن يرجع ملوكهم إليهم، فتقررت القاعدة على ذلك والإيمان سابع رجب من هذه السنة، أي سنة ثمان عشرة وستمائة، وكانت رهائن الفرنج: ملك عكا، واللوكان نائب البابا صاحب رومية الكبرى، وغير هؤلاء من الملوك تتمة عشرين ملكاً وكانت رهائن السلطان الملك الكامل ولده الملك الصالح نجم الدين أيوب، وجماعة من خواصه وكان عمر الملك الصالح يؤمئذ خمس عشرة سنة، ولما قدم هؤلاء الملوك إلى السلطان الملك الكامل جلس لهم مجلساً عظيماً ووقف بين الملوك من إخوته وأهل بيته جميعهم ورأى الفرنج من عظمته وناموسه ما هالهم، ثم أرسلت الفرنج قسوسهم ورهبانهم إلى دمياط لتُسلم إلى المسلمين، فسلمت إليهم تسع عشر رجب من هذه السنة وكان يوم تسليمها يوماً مشهوداً عاد به الدين الإسلامي جديداً بعد أن كانت قد ساءت به الظنون، وخيف على الديار المصرية والشامية من الفرنج خوفاً شديداً وفي اليوم الذي سلمت فيه دمياط وصل إلى الفرنج نجدة عظيمة من البحر، فلو سبقوا المسلمين إليهم لامتنعوا من تسليمها ولم دخلها المسلمون رأوها وقد حصنها الفرنج تحصيناً عظيماً بحيث بقيت لا ترام، ولا يوصل إليها، ورجعت رهائن الفرنج إليهم ورهائن المسلمين إليهم وولاها السلطان الأمير شجاع الدين جلدك المظفري التقوى وكان رجلاً خيراً شهماً [1] وهنت الشعراء الملك الكامل وإخوته بفتح دمياط وأكثروا، فمما قيل في ذلك، قصيدة لشرف الدين بن عينين يمدح بها السلطان المعظم عيسى - رحمه الله - ومطلعها:
سلوا صهوات الخيَل يوم الوغى عنا ... إذا جُهلت آياتنا والقنا اللُّدنا
غداة لقينا دون دمياط جحفلا ... من الروم لا يُحصى يقينا ولا ظنَّا

[1] مفرج الكروب (4/ 100).
نام کتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 238
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست