ويذكر الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله أنَّه سُئل عن التذكير فقال: [إنَّه بدعة، فذكر[1] أنَّ عندنا من لا يعرف الجمعة إلاَّ به، وذكرت له أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم أعلم منّا بمصالح أمته، وهو سنَّ الأذان ونهى عن الزيادة، فلمّا فتح الله لكم باباً في اتباع نبيكم صلى الله عليه وسلم فلا تتثقلوا[2] من قطع العادات في طاعة الله ورسوله] [3] ا. هـ.
وقال رحمه الله محتسباً على من يرى هذه البدعة:
[من العجب كفكم عن نفع المسلمين في المسائل الصحيحة وتقولون لا يتعين علينا الفتيا، ثم تبالغون في مثل هذه الأمور مثل التذكير الذي صرحت الأدلة والإجماع وكلام الإقناع بإنكاره] [4] ا. هـ.
وقد اشتد رحمه الله في نكيره على سليمان بن سحيم بشأنها فقال رحمه الله:
[.. أما مسألة التذكير فكلامك فيها من أعجب العجاب، أنت تقول بدعة حسنة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "كل بدعة ضلالة ركل ضلالة في النار"[5]، ولم يستثن شيئاً تشير علينا به فنصدقك أنت وأبوك لأنَّكم علماء ونكذب رسول الله، والعجب من نقلك الإجماع فتجمع مع الجهالة المركبة الكذب الصريح والبهتان فإذا كان في (الإقناع) [6] في باب الأذان قد ذكر كراهيته في مواضع متعددة أتظن أنَّك أعلم من صاحب (الإقناع) أم تظنه مخالفاً [1] أي السائل. [2] لعل الصواب: تستثقلوا، وهكذا وردت في تاريخ نجد بتحقيق الدكتور ناصر الدين الأسد 2/472. [3] مؤلفات الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب- القسم الثالث الفتاوى والمسائل ص86. [4] الرسائل الشخصية- الرسالة التاسعة والأربعون 314. [5] سبق تخريجه ص (220) هـ (1) . [6] سبقت الإشارة إليه راجع ص (350) هـ (7) .