وجادله الأحبار فيما أتى به ... فألزم كلا عجزه من ذوي الطرد
فأبوا وقد خابوا وما أدركوا المنا ... وقد جاهدوا إلى كيده غاية الجهد
فأظهره المولى على من بغى ... عليه وأولاه من العز والحمد
بما كلت الأقلام عن حصر بعضه ... وأكمد أكباد لبها الحسد المرد
فلله من حبر تسامى إلى العلا ... فحل على هام المجرة والسعد
فكم سنن أحيا وكم بدع نفى ... وكم مشهد قد شيد أوهاه بالهد
وقال أيضا بعد أن ذكر ما كان بنجد من الشرك والبدع:
فأظهر مولانا بفضل ورحمة ... وجود وإحسان إماما مفهما
تبحر في كل الفنون فلم يكن ... يشق له فيها غبار ولن وما
وسباق غايات وطلاع انجد ... وبحر خضم تلاطم أو طما
فأطلد للتوحيد ركنا مشيدا ... وأرشد حيرانا لذاك وعلما
وحذر عن نهج الردى كل مسلم ... وهو من الإشراك ما كان سما
فاتوى وأوهى كل كفر ومعبد ... بنجد وأعلى ذروة الحق فاستما
وجادله الأحبار فيما أتى به ... وكل امرئ منهم لدى الحق أحجما
فلم يخش في الرحمن لومة لائم ... ولا صده كيد من القوم قد طما
وألقمه بالحق والصدق صخرة ... وكان إذا لاقى العداة عثمثما
وقد رفع المولى به رتبة الهدى ... بوقت به الكفر أدلهم وأجهما
فزالت مهاني الشرك بالدين وانمحت ... وفل حسام كان بالكفر لهذاما
وحالت معاني الغي واللهو والهدى ... بإشراق نور الحق لما تبسما1
1-الدرر السنية في الأجوبة النجدية 12/16-18 مختصرا