نام کتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون نویسنده : محمد عزير شمس جلد : 1 صفحه : 665
وطبقاتهم، ومعرفة بفنون الحديث، وبالعالي والنازل، وبالصحيح والسيقم، مع حفظه لمتونه الذي انفرد به، فلا يبلغ أحد في العصر رتبته ولا يقاربه، وهو عجيب في استحضاره، واستخراج الحجج منه، وإليه المنتهى في عزوه إلى الكتب الستة والمسند بحيث يصدق عليه أن يقال: «كل حديث لا يعرفه ابن تيمية فليس بحديث»؛ ولكن الإحاطه لله؛ غير أنه يغترف فيه من بحر، وغيره يغترف من السواقي، وأما التفسير فمسلم إليه، وله في استحضار الآيات من القرآن ـ وقت إقامة الدليل بها على المسألة ـ[قوة عجيبة]، وإذا رآه المقرئ تحير فيه، ولفرط إمامته في التفسير وعظمة اطلاعه يبين خطأ كثير من أقول المفسرين، ويوهي أقوالاً عديدة، وينصر قولاً واحدًا لما دل عليه القرآن والحديث، ويكتب في اليوم والليلة من التفسير، أو من الفقه، أو من الأصلين، أو من الرد على الفلاسفة الأوائل نحوًا من أربعة كراريس أو أزيد، وما أبعد تصانيفه إلى الآن تبلغ خمس مئة مجلدة، وله في غير مسألة مصنف مفرد.
وله من المؤلفات القواعد والفتاوى والأجوبة والرسائل والتعاليق مالا ينحصر ولا ينضبط، ولا أعلم أحدًا من المتقدمين ولا من المتأخرين جمع مثل ما جمع، ولا صنف نحو ما صنف، ولا قريبًا من ذلك؛ مع أن تصانيفه كان يكتبها من حفظه، وكتب كثيرًا منها في الحبس وليس عنده ما يحتاج إليه، ويراجعه من الكتب.
وقال الشيخ فتح الدين بن سيد الناس بعد أن ذكر ترجمة شيخنا الحافظ أبي الحجاج المزي رضي الله عنه: وهو الذي حداني على رؤية الشيخ الإمام شيخ الإسلام تقي الدين أبي العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية؛ فألفيته ممن أدرك من العلوم حظًا، وكاد يستوعب السنن
نام کتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون نویسنده : محمد عزير شمس جلد : 1 صفحه : 665