نام کتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون نویسنده : محمد عزير شمس جلد : 1 صفحه : 120
وإنما أَعرض هذا الضعيفُ عن ذكر قيامكم في وجوه التتر والنصارى، واليهود، والرافضة، والمعتزلة، والقَدَرية، وأصناف أهل البدع والضلالات، لأن الناس متفقون على ذمِّهم، يعمون أنهم قائمون برد بدعتهم، ولا يقومون بتوفية حقِّ الردِّ عليهم كما تقومون، بل يعلمون ويجبنُونَ عن اللقاء فلا يجاهدون، وتأخذهم في الله اللائمة، لحفظ مناصبهم، وإبقاءً على أغراضهم.
سافرنا البلاد فلم نر من يقوم بدين الله في وجوه مثل هؤلاء - حق القيام - سواكم، فأنتم القائمون في وجوه هؤلاء إِن شاء الله، بقيامكم بنصرة شيخكم وشيخنا - أيده الله - حق القيام، بخلاف مَن ادَّعى من الناس أنهم يقومونَ بذلك.
فصبرَا يا إخواني على ما أقامكم الله فيه، من نصرة دينه وتقويم اعوجاجه وخُذلان أَعدائه، واستعينوا بالله، ولا تأخُذْكم فيه لومةُ لائم، وإنما هي أيامٌ قلائل، والدين منصورٌ، قد تولّى الله إقامَته ونصرَه، ونُصرةَ مَنْ قَامَ به من أوليائه، إن شاء الله ظاهرًا وباطنًا.
وابذُلوا فيما أقمتم فيه ما أمكنكم من الأنفس والأموال، والأفعال، والأقوال، عسى أن تُلحَقوا بذلك بِسَلَفِكُمْ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقد عرفتم ما لَقُوْا في ذات الله، كما قالَ خُبَيْبٌ حين صُلب على الجِذع.
وذلك في ذات الإِله وإن يشأ يُبارِكْ على أوصال شِلْوٍ مُمَزَّعِ
وقد عرفتم ما لقي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مِن الضُّرِّ والفاقة في شِعْبِ بني هاشم، وما لقي الأولون من التعذيب والهجرة إِلى الحبشة، وما لقي المهاجرونَ والأنصارُ في أُحُد، وفي بئر مَعُونة، وفي قتال أهل الرِّدَّة،
نام کتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون نویسنده : محمد عزير شمس جلد : 1 صفحه : 120