نام کتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون نویسنده : محمد عزير شمس جلد : 1 صفحه : 112
ابن تَيْمِيَّةَ، أَعاد الله علينا بركته، ورفع إِلى مدارج العلى درجته، وأَدام توفيق السَّادة المبدوءِ بذكرهم وتسديدهم، وأَجزل لهم حظَّهم، ومزيدَهم.
السلام عليكم معشر الإخوان ورحمة الله وبركاته، جَعَلَنا الله وإِياكم ممن ثبت على قَرْع نوائب الحق جأشُه، واحتسب لله ما بذله من نفسه في إقامة دينه، وما احْتَوَشَتْهُ من ذلك وحاشَه، واحتذى حذو السُّبَّق الأولين، من المهاجرين والأنصار، والذين تأخذهم في الله لومةُ لائم، فما ضَرَّهم مَنْ خذلهم ولا مَن خالفَهم، مَعَ قِلَّةِ عددهم في أَوَّل الأمر، فكانوا - مع ذلك - كلٌّ منهم مجاهد بدين الله قائم، ونرجو من كرم الله تعالى أنْ يُوفِّقَنا لأعمالهم، ويرزق قلوبنا قِسطًا من أَحوالهم، ويَنْظِمَنا في سِلكهم، تحت سَجْفِهِم ولوائهم، مع قائدهم وإمامهم سيد المرسلين، وإمام المتقين، محمدٍ صلوات الله عليه وعلى آله وأَصحابه أَجمعين.
أُذّكِّرُكُم - رَحمكُم الله - بِما أنتم به عالمون، عملاً بقوله تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} [الذاريات: 55].
وأَبدأُ مِن ذلك بأَن أُوصي نفسي وإِياكم بتقوى الله، وهي وصية الله تعالى إِلينا وإِلى الأمم مِن قَبْلنا، كما بَيَّنَ سبحانه وتعالى قائلاً وموصيًا: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ} [النساء: 131].
وقد علمتم تفاصيل التقوى على الجوارح والقلوب، بحَسَبِ الأوقاتِ والأحوال: من الأقوال، والأعمال، والإرادات، والنِّيَّاتِ.
نام کتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون نویسنده : محمد عزير شمس جلد : 1 صفحه : 112