نام کتاب : جلال الدين السيوطي عصره وحياته وآثاره وجهوده في الدرس اللغوي نویسنده : طاهر سليمان حمودة جلد : 1 صفحه : 196
من ألفاظ هذه اللغات لا تزال واحدة، أو متشابهة لكونها من عائلة لغوية واحدة، فلا داعي لنسبة بعض ألفاظ القرآن إليها دون العربية.
وليس من الانصاف أن نؤاخذ السيوطي بإغفال بعض الحقائق التي لم نصل إليها إلا في عصرنا الحديث ففكرة العائلات اللغوية وليدة أبحاث علماء اللغة المحدثين، وقد ظهرت أواخر القرن الثامن عشر وأوائل التاسع عشر [1]، وعلى أساس من هذه الفكرة التي ترد اللغات الحبشية والعبرية والعربية والسريانية بالاضافة إلى ما قيل من انتماء اللغة القبطية إلى نفس العائلة، على أساس من هذه الفكرة التي ترد هذه جميعا إلى أصل واحد، وفصيلة لغوية واحدة هي فصيلة اللغات السامية [2]، نستطيع أن نرد كثيرا من الألفاظ التي نقل السيوطي عن القدماء نسبتها إلى هذه اللغات لأن وجودها بها إنما هو من قبيل التشابه بين هذه اللغات التي تنتمي إلى أصل واحد وليس فيه دليل على حدوث التأثير، والمعروف أن كلمة مثل «نهر» لا تزال موجودة ومستعملة في جميع اللغات السامية، فليس لنا أن ننسبها إلى إحداها وندعي أنها دخيلة في غيرها من أخواتها الساميات، ومن هذه الألفاظ التي نستطيع القول بعربيتها مع نقل السيوطي نسبتها إلى غيرها كلمة «شطر» التي نقل أنها حبشية ومعناها تلقاء، وقد أكد الشافعي في رسالته عربيتها وأورد شواهد لذلك منها قول خفاف بن ندبة:
ألا من مبلغ عمرا رسولا ... وما تغني الرسالة شطر عمرو
وقول ساعدة بن جؤية:
أقول لأم زنباع أقيمي ... صدور العيش شطر بني تميم
وغير ذلك من الشواهد، فكثرة دوران الكلمة على ألسنة الشعراء القدماء يرجح أصالة عربيتها، وأنها ليست من المعرب الذي دخل إلى اللغة، فنسبة [1] د. علي عبد الواحد وافي: فقه اللغة ص 5. [2] المصدر السابق ص 19.
نام کتاب : جلال الدين السيوطي عصره وحياته وآثاره وجهوده في الدرس اللغوي نویسنده : طاهر سليمان حمودة جلد : 1 صفحه : 196