نام کتاب : شيخ الإسلام عبد الكريم الفكون داعية السلفية نویسنده : أبو القاسم سعد الله جلد : 1 صفحه : 125
وقبل الشروع في حضور دروس الشيخين المذكورين، كان الفكون قد بدأ في دراسة النحو. وكانت الأجرومية هي مفتاح هذه الدراسة، فقرأها وحده وربما حفظها عن ظهر قلب، ثم قرأها بعدة شروح منها شرح خالد الأزهري (القطر؟) ثم شرح جبريل، وكان ذلك على يد الشيخ سليمان القشي النقاوسي. ولكن الفكون لم يجد لذة في ذلك ولم يستطع فهم مبادىء النحو التي تضمنتها الأجرومية ولا الشرحان المذكوران ولا دروس شيخه القشي. ولم يزد على ترديد العبارات المملة غير المفهومة عنده، وهي معرفة رفع الفاعل ونصب المفعول وخفض المجرور (ولا أستطيع أحسن الفرق بين ذلك وما لابسه من جهة المعنى، حتى حصل لي بداية الفتح الإلهي). ولا شك أن معظم علماء عصره كانوا يكتفون بترديد تلك القوالب دون الطموح إلى فهم ملابسات المعنى كما فعل الفكون.
وكان الفكون يعالج الشعر أيضا ويتذوقه ويحكم على جيده وسقيمه. وقد ترك لنا ديوانا في المديح النبوي ومجموعة من القصائد المتفرقة في أغراض شتى وكلها تدل على متانة نظمه وقوة تعبيره وحذقه لصناعة هذا الفن، رغم أن مسحة الوعظ والتعليم بادية على شعره. كما أنه عالج ما يمكن أن نسميه بالنقد الأدبي فقد كان ينقد شعر غيره، ويقول عن هذا إنه أحسن القول وعن ذاك إنه هابط المعنى وكان يعرف من يستعمل الشعر للمدح السياسي والتقرب من الولاة مثل أحمد الفاسي ومحمد السوسي وأحمد المقري، ومن يستعمل الشعر الصوفي مثل محمد ساسي البوني، ومن يستعمل الشعر الاجتماعي الخفيف
نام کتاب : شيخ الإسلام عبد الكريم الفكون داعية السلفية نویسنده : أبو القاسم سعد الله جلد : 1 صفحه : 125