طراد بن محمد الزينبيّ، وجعفر بن أحمد السراج، وأبي الحسن بن عبد القادر، وأبي زكريا التبريزيّ، وأبي المعالي ثابت بن بندار الحماميّ بتخفيف الميم، ونصر بن البطر، في آخرين.
وحج في موسم سنة تسع وثمانين، وسمع بمكة من أبي عبد الله الحسين ابن علي الطبريّ [1]، وغيره.
ثم عاد إلى بغداد ثانية، وصحب أبا بكر الشاشيّ، وأبا حامد الطوسيّ، وأبا بكر الطرطوشيّ، وغيرهم من العلماء والأدباء، فأخذ عنهم الفقه والأصول، وقيّد الشعر، واتسع في الرواية، وأتقن مسائل الخلاف والأصول والكلام على أئمة هذا الشأن من هؤلاء وغيرهم.
ثم صدر عن بغداد إلى الأندلس، فأقام بالإسكندرية عند أبي بكر الطرطوشي، فمات أبوه بها في سنة ثلاث وتسعين.
ثم انصرف هو إلى الأندلس سنة خمس وتسعين، فقدم بلده إشبيلية بعلم كثير لم يأت به أحد قبله ممن كانت له رحلة إلى المشرق، وكان من أهل التفنن في العلوم والاستبحار فيها، والجمع لها، متقدما في المعارف كلها، متكلما في أنواعها، نافذا [2] في جميعها حريصا على أدائها ونشرها، ثاقب الذهن في تمييز الصواب منها، وأحد من بلغ مرتبة الاجتهاد، وأحد من انفراد بالأندلس بعلو الإسناد، صارما في أحكامه، ويجمع إلى ذلك كله آداب [1] في الأصل: «أبي الحسين بن علي الطيوري» تحريف، صوابه في: تذكرة الحفاظ للذهبي، وبغية الملتمس للضبي، والصلة لابن بشكوال، ونفح الطيب للمقري، والعبر وطبقات الشافعية للسبكي.
وهو أبو عبد الله الطبري، الحسين بن علي الفقيه الشافعي، محدث مكّة، كان فقيها مفتيا، مات سنة 498 هـ (العبر 3/ 351). [2] كذا في الأصل، وهو يوافق ما في: الصلة، والوافي بالوفيات، ووفيات الأعيان لابن خلكان. وفي شذرات الذهب «ناقدا».