ومحاسنه ومناقبه أكثر من أن تحصر، وأشهر من أن تذكر، ذكر له ولده في «الطبقات الكبرى» ترجمة طويلة، في أكثر من أربعة كراريس، قال:
وكان شيخه ابن الرّفعة يعامله معاملة الأقران، ويبالغ في تعظيمه، ويعرض عليه ما يصنعه في «المطلب» وقال شيخه الدمياطي: إمام المحدّثين.
وقال ابن الرفعة: إمام الفقهاء، فلما بلغ ذلك الباجي فقال: وإمام الأصوليين وكان محققا مدققا نظارا جدليا، بارعا في العلوم، له في الفقه وغيره الاستنباطات الجليلة، والدقائق اللطيفة، والقواعد المحررة التي لم يسبق إليها.
وفي آخر عمره استعفى من القضاء، ورجع إلى مصر متضعفا، فأقام بها دون العشرين يوما، وتوفي في جمادى الآخرة سنة ست وخمسين وسبعمائة، ودفن بمقابر
الصوفية.
وصنف نحو مائة وخمسين كتابا مطولا ومختصرا، والمختصر منها لا بدّ وأن يشتمل على ما لا يوجد في غيره، من تحقيق وتحرير لقاعدة، واستنباط وتدقيق، منها «تفسير» القرآن العظيم، في ثلاث مجلدات، لم يكمل، و «الابتهاج في شرح المنهاج» وصل فيه إلى الطلاق، في ثلاث مجلدات، و «الرّقم الإبريزيّ في شرح مختصر التبريزي» و «نور الربيع في الكلام على ما رواه الربيع» و «السيف المسلول على من سب الرسول» و «شفاء السقام في زيارة خير الأنام» و «رفع الشقاق في مسألة الطلاق» و «رد على الشيخ زين الدين بن الكتاني [1] في اعتراضاته على الروضة» و «الفتاوى» [1] في الأصل: «ابن الكنتاني»، وكذا في الدرر الكامنة لابن حجر 3/ 237، وطبقات الشافعية للسبكي 6/ 245 (طبع الحسينية)، وهو تحريف، والصواب في: طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ورقة 74 أ.
وابن الكتاني هو: زين الدين عمر بن أبي الحزم بن عبد الرحمن بن يونس المعروف بابن الكتاني، شيخ الشافعية في عصره بالاتفاق، ولد سنة 653 هـ بالقاهرة، ثم سافر مع أبويه الى دمشق؛ لأن أباه كان تاجرا في الكتان من مصر الى الشام. توفي سنة 738 هـ.