يريد جلال الدين القزوينيّ، وسيتفرج مولانا السلطان عليّ وعليه، ويظهر له ذلك الوقت جهل هؤلاء القضاة، فضحك السلطان وجميع من حضر، ثم نزل الخطيب وصلى، فلما فرع طلبه السلطان، وأعاد السلطان [1]. فتكلم هو والرازي وتناظرا والقضاة سكوت وقد سقطوا من الأعين كلها، وكان الاستظهار للرازي.
35 - أحمد بن حسين بن علي بن رسلان الشيخ شهاب الدين الرملي الشهير بابن رسلان الشافعي [2].
الإمام العالم العلامة الزاهد الرباني العارف بالله المنقطع [إليه] [3] بركة البلاد القدسية.
ولد سنة ثلاث أو خمس وسبعين وسبعمائة بالرملة، ونشأ بها، وحفظ القرآن، وكان أبوه تاجرا وأجلسه في حانوت ليبيع البز فيها، وكان يقبل على المطالعة ويهمل أمرها فظهرت فيها الخسارة، فلامه والده على ذلك، فقال: أنا لا أصلح إلا للمطالعة. فأسلم إليه قياده ولازم الاشتغال، فأخذ النحو عن شخص مغربي قدم عليهم، وتفقه على [الشيخ شمس الدين] [4] القلقشندي.
وشارك في جميع الفنون إلى أن صار إماما عالما في كل منها؛ لكثرة مذاكرته بما يعرفه، وقصده الخير، وهو مع ذلك شديد الملازمة للخيرات والعبادة، لا تعرف له صبوة، وهو تارة في القدس، وتارة في الرملة، لا تخلو سنة من السنين عن المرابطة على جانب البحر بالأسلحة الجيدة، ويحث [1] في المقفى، ومسالك الأبصار: «وأعاد السؤال». [2] له ترجمة في: الأنس الجليل لمجير الدين الحنبلي 2/ 174، البدر الطالع للشوكاني 1/ 49، الضوء اللامع للسحاوي 1/ 282، عنوان الزمان للبقاعي 1/ 40. [3] تكملة عن: عنوان الزمان. [4] بياض في الأصل، أكملته عن: الأنس الجليل، والضوء اللامع.