التفسير ببلده، وأرسله إليه، وهو في ثمان مجلدات، وقف بالمدرسة البشيرية ببغداد.
وكان إماما فقيها محدّثا، أديبا شاعرا، ديّنا صالحا فاضلا في فنون العلم والأدب، ذا فصاحة وحسن عبارة، وله في تفسيره مناقشات مع الزمخشري وغيره في العربية وغيرها.
وكان متمسّكا بالسنة والآثار، ويصدع بالسنة عند المخالفين من الرافضة وغيرهم.
وله نظم حسن. ومن نظمه: «القصيدة النونية» المشهورة في الفرق بين الضاد والظاء. وصنّف في الفقه والعروض وغير ذلك، وحدّث. وسمع منه جماعة. وقدم دمشق رسولا. فقرأ عليه أبو حامد بن الصابوني جزءا.
وروى عنه ابنه أبو عبد الله محمد بن عبد الرزاق، والدمياطي الحافظ في «معجمه»، وغير واحد. وبالإجازة: أبو المعالي الأبرقوهي، وأبو الحسن بن البندنيجي الصوفي، وزينب بنت الكمال.
روى عنه العلامة أبو الفتح بن دقيق العيد وأخوه وأبوه.
وأنشد ابن دقيق العيد له ([1]):
وكنت أظن في مصر بحارا ... إذا ما جئتها أجد الورودا
فما ألفيتها إلا سرابا ... فحينئذ تيممت الصّعيدا
توفي بسنجار في رجب، وقيل في السابع والعشرين من ذي الحجة سنة ستين وستمائة. وذكر الذهبي وغيره: أنه توفي ليلة الجمعة ثاني عشر ربيع الأول سنة إحدى وستين وستمائة. [1] الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب.