وكان قد فرغ قبل قدومه من تعليقه المذهب ببلخ، على عمر الخلنجيّ، ولازمه إلى أن صار أصحابه، ولم يزل يرتفع حاله لاشتغاله بالعلم ونشره، وتكاثر الفقهاء لديه، وتزاحم الطلبة عليه، إلى أن سلم له التقدم بمرو، وصار مقبولا عند الخاص والعام، وانتشر أصحابه في الآفاق، وظهرت تصانيفه بخراسان والعراق، ودرس عليه العلماء، وكانوا يقرءون عليه التفسير والحديث في شهر رمضان.
سمع بكرمان والده، وبمرو أستاذه الأردستانيّ.
تفقه عليه بمرو أبو الفتح محمد بن يوسف بن أحمد القنطريّ السمرقنديّ.
ومن تصانيفه «الجامع الكبير» و «التجريد» في الفقه مجلد و «شرحه» في ثلاث مجلدات، وسماه «الإيضاح».
قال السمعاني: سمعت منه، وكانت ولادته بكرمان في شوال سنة سبع وخمسين وأربعمائة، وتوفي بمرو عشية الجمعة لعشر بقين من ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة، بمدرسة القاضي الشهيد.
ذكره القرشي في «طبقات الحنفية».
266 - عبد الرحمن بن محمد بن سلم الحافظ الكبير أبو يحيى الرازي [1].
إمام جامع أصبهان. ومصنف «المسند» و «التفسير»، من الثقات.
حدّث عن سهل بن عثمان، وعبد العزيز بن يحيى، والحسين بن عيسى الزهريّ وطبقتهم.
حدث عنه أبو أحمد العسّال، وأبو الشيخ، والطبرانيّ، وآخرون. مات سنة إحدى وستين ومائتين. [1] أنظر ترجمته في: تذكرة الحفاظ للذهبي 2/ 690، الرسالة المستطرفة للكتاني 70، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 3/ 133.