عرف بأبي شامة، من أجل شامة كبيرة فوق حاجبه الأيسر، المقدسي الأصل، الدمشقي الشافعي، المقرئ النحوي ذو الفنون.
ولد في أحد شهري ربيع من سنة تسع وتسعين وخمسمائة، وقرأ القرآن الكريم قبل أن يكمل له من العمر عشر سنين، وقرأ القراءات كلها سنة ست عشرة وستمائة على العلم السخاوي.
وسمع بثغر الإسكندرية من أبي القاسم عيسى بن عبد العزيز، وغيره.
وسمع «صحيح البخاري» من داود بن ملاعب، وأحمد بن عبد الله العطار، وسمع «مسند الشافعي» من الشيخ موفق الدين، وأخذ عن الشيخ عز الدين بن عبد السلام.
واعتنى بالحديث بعد سنة ثلاثين وستمائة، وسمع أولاده، وقرأ بنفسه، وكتب الكثير من العلوم، وأتقن الفقه، وبرع في العربية، ودرس وأفتى.
ومن مصنفاته «شرح القصيدة الشاطبية» و «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر في خمس عشرة مجلدة، واختصره ثانيا في خمس مجلدات و «شرح القصائد النبوية» للسخاوي في مجلد، وكتاب «الروضتين في أخبار الدولتين النّوريّة والصّلاحيّة» وكتاب «الذيل» عليها، وكتاب «المقتفى في شرح حديث مبعث المصطفى» صلى الله عليه وسلم، وكتاب «ضوء الساري إلى معرفة الباري» عز وجل، وكتاب «المحقق من علم الأصول فيما يتعلق بأفعال الرسول» صلى الله عليه وسلم، وكتاب «البسملة» الأكبر في مجلد، ثم اختصره، وكتاب «الباعث على إنكار البدع والحوادث»، و «كشف حال بني عبيد»، وكتاب «الأصول في الأصول»، وكتاب «مفردات القراء»، وكتاب «الوجيز في تفسير أشياء من الكتاب العزيز»، ومقدمة في النحو، ونظم كتاب «المفصّل» في النحو للزمخشري، وكتاب «شيوخ البيهقي» وغير ذلك ممّا لم يتمه.