حدّث عنه الأعمش، وابن جريج، وشعبة، وغيرهم، من شيوخه، وابن المبارك وابن مهدي، والشافعي، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وإسحاق ابن راهويه وأحمد بن صالح، وابن نمير، وأبو خيثمة، والفلاس، والزعفراني، ويونس بن عبد الأعلى، وسعدان بن نصر، وعلي بن حرب، ومحمد بن عيسى بن حيّان المدائني، وزكريا بن يحيى المروزيّ، وأحمد بن شيبان الرمليّ [1] وخلق لا ينحصرون. فقد كان خلق يحجون، والباعث لهم لقى ابن عيينة فيزدحمون عليه في أيام الحج.
وكان إماما، حجّة، حافظا، واسع العلم، كبير القدر.
قال الشافعي: لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز. وعن الشافعي قال: وجدت أحاديث الأحكام كلها عند مالك سوى ثلاثين حديثا، ووجدتها كلها عند ابن عيينة سوى ستة أحاديث.
قال عبد الرحمن بن مهدي: كان ابن عيينة من أعلم الناس بحديث أهل الحجاز.
وقال الترمذي: سمعت البخاري يقول: سفيان بن عيينة أحفظ من حماد ابن زيد.
قال حرملة: سمعت الشافعي يقول: ما رأيت أحدا فيه من آلة العلم ما في سفيان، وما رأيت أحدا أكفّ عن الفتيا منه، وما [رأيت [2]] أحدا أحسن لتفسير الحديث منه.
وقال أحمد: ما رأيت أعلم بالسنن منه. وقال ابن المديني: ما في [1] في الأصل «البرمكي»، وأثبت ما في: ميزان الاعتدال، وتذكرة الحفاظ. [2] تكملة عن: تذكرة الحفاظ للذهبي.