نام کتاب : معجم الأدباء = إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب نویسنده : الحموي، ياقوت جلد : 1 صفحه : 314
وأمكن من الماء بخضارة، وأقرب من الجريد باليمامة. ولكن على كلّ خير مانع، ودون كل درّة خرساء موحية، أو خضراء طامية [1] .
إذا لم تستطع أمرا فذره ... وجاوزه إلى ما تستطيع [2]
يكفيك ما بلّغك المحلّ. إن عجز ظلّ عن شخصك فلا يعجزنّ عن عضو منك. فلمّا زبنت الضّروس الحالب، ونزت العنود تحت الراكب [3] ، ومنعت القلوع النّازع [4] ، ولم تعمّ الفلوت شاكي الأريز [5] ، وغشّى الثّول وجه المشتار [6] ، وخيّب رائدا سحاب، وكذب شائما برق، وأخلف رويعيا مظنّة [7]- عادت لعترها لميس [8] ، وذكر وجاره ثعالة، وطرب لوكنته ابن دأية [9] . وما هبطت في طريقي واديا، ولا فرعت جبلا، ولا حملتني سفينة، ولا ذلّت لي مطيّة، إلّا بمنّ الله سبحانه ومنّة سيّدي وعنايته وجاهه. وأياديه أكبر من الشّكر، وأوسع من إحاطة الذّكر. وقد علمت أنّه يعمل ذلك معي لا يريد جزاء ولا شكورا. ولكن لمّا كان السّكوت غباوة عند الجماعة، والشّكر أذيّة لمسدي الصّنيعة، كان احتمال ملامة واحدة، أيسر من احتمال ملاوم كثيرة.
وأمّا سيّدي أبو طاهر فقد حمّلني من الإنعام أوقا [10] لا آمل النّهوض بجزء منه، [1] الخرساء: صفة للحية، موحية: معجلة، يقال إن الدرة تحرسها حية، والخضراء: الموجة، طامية:
مرتفعة.
[2] البيت لعمرو بن معد يكرب، ديوانه: 142. [3] زبنت: دفعت، الضروس: الناقة السيئة الخلق؛ نزت: وثبت. العنود: الناقة تتنكب الطريق من شدة نشاطها. [4] القلوع: القوس تنقلب إذا نزع فيها، والنازع: الذي يوتّر القوس للرمي. [5] الفلوت: كساء صغير لا ينضم طرفاه، الأريز: البرد. [6] الثول: جماعة النحل؛ المشتار: الذي يجني العسل. [7] هذا مثل (العسكري 1: 95) والرويعي: تصغير راعي، يضرب مثلا في الحاجة تلتمس فيحول دونها حائل وأصله أن راعيا قد عرف مكانا معشبا فقصده فصادف عارضا يمنعه من رعيه. [8] هذا مثل (العسكري 2: 49) يضرب مثلا لمن يرجع إلى خلق كان قد تركه، والعتر: الأصل. [9] ابن دأية: الغراب. [10] الأوق: الثقل.
نام کتاب : معجم الأدباء = إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب نویسنده : الحموي، ياقوت جلد : 1 صفحه : 314