responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الطبري = جامع البيان - ط هجر نویسنده : الطبري، أبو جعفر    جلد : 8  صفحه : 289
§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ} [المائدة: 22] وَهَذَا خَبَرٌ مِنَ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَنْ جَوَابِ قَوْمِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ , إِذْ أَمَرَهُمْ بِدُخُولِ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ , أَنَّهُمْ أَبَوْا عَلَيْهِ إِجَابَةً إِلَى مَا أَمَرَهُمْ بِهِ مِنْ ذَلِكَ , وَاعْتَلُّوا عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ بِأَنْ قَالُوا: إِنَّ فِي الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ الَّتِي تَأْمُرُنَا بِدُخُولِهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ لَا طَاقَةَ لَنَا بِحَرْبِهِمْ وَلَا قُوَّةَ لَنَا بِهِمْ. وَسَمُّوهُمْ جَبَّارِينَ , لِأَنَّهُمْ كَانُوا بِشِدَّةِ بَطْشِهِمْ وَعَظِيمِ خَلْقِهِمْ فِيمَا ذِكِرَ لَنَا قَدْ قَهَرُوا سَائِرَ الْأُمَمِ غَيْرَهُمْ. وَأَصْلُ الْجَبَّارِ: الْمُصْلِحُ أَمْرَ نَفْسِهِ وَأَمْرَ غَيْرِهِ , ثُمَّ اسْتُعْمِلَ فِي كُلِّ مَنِ اجْتَرَّ نَفْعًا إِلَى نَفْسِهِ بِحَقٍّ أَوْ بَاطِلٍ طَلَبَ الْإِصْلَاحَ لَهَا , حَتَّى قِيلَ لِلْمُتَعَدِّي إِلَى مَا لَيْسَ لَهُ بَغْيًا عَلَى النَّاسِ وَقَهْرًا لَهُمْ وَعُتُوًّا عَلَى رَبِّهِ: جَبَّارٌ , وَإِنَّمَا هُوَ فَعَّالٌ مِنْ قَوْلِهِمْ: جَبَرَ فُلَانٌ هَذَا الْكَسْرَ إِذَا أَصْلَحَهُ وَلَأَمَهُ , وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ:
[البحر الرجز]
قَدْ جَبَرَ الدِّينَ الْإِلَهُ فَجَبَرَ ... وَعَوَّرَ الرَّحْمَنُ مَنْ وَلَّى الْعَوَرْ
يُرِيدُ: قَدْ أَصْلَحَ الدِّينَ الْإِلَهُ فَصَلَحَ , وَمِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ الْجَبَّارُ , لِأَنَّهُ الْمُصْلِحُ أَمْرَ عِبَادِهِ الْقَاهِرُ لَهُمْ بِقُدْرَتِهِ

نام کتاب : تفسير الطبري = جامع البيان - ط هجر نویسنده : الطبري، أبو جعفر    جلد : 8  صفحه : 289
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست