responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الطبري = جامع البيان - ط هجر نویسنده : الطبري، أبو جعفر    جلد : 8  صفحه : 268
يَقُولُ جَلَّ وَعَزَّ: كَيْفَ يَكُونُ إِلَهًا يَعْبُدُ مَنْ كَانَ عَاجِزًا عَنْ دَفْعِ مَا أَرَادَ بِهِ غَيْرُهُ مِنَ السُّوءِ , وَغَيْرَ قَادِرٍ عَلَى صَرْفِ مَا نَزَلَ بِهِ مِنَ الْهَلَاكِ؟ بَلِ الْإِلَهُ الْمَعْبُودُ الَّذِي لَهُ مُلْكُ كُلِّ شَيْءٍ , وَبِيَدِهِ تَصْرِيفُ كُلِّ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَقَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {وَمَا بَيْنَهُمَا} [المائدة: 17] وَقَدْ ذَكَرَ السَّمَوَاتِ بِلَفْظِ الْجَمْعِ , وَلَمْ يَقُلْ: وَمَا بَيْنَهُنَّ , لِأَنَّ الْمَعْنَى: وَمَا بَيْنَ هَذَيْنِ النَّوْعَيْنِ مِنَ الْأَشْيَاءِ , كَمَا قَالَ الرَّاعِي:
[البحر الكامل]
طَرَقَا فَتِلْكَ هَمَاهِمِي أَقْرِيهِمَا ... قُلُصًا لَوَاقِحَ كَالْقِسِيِّ وَحُوَّلَا
فَقَالَ: طَرَقَا , مُخْبِرًا عَنْ شَيْئَيْنِ , ثُمَّ قَالَ: فَتِلْكَ هَمَاهِمِي , فَرَجَعَ إِلَى مَعْنَى الْكَلَامِ وَقَوْلُهُ: {يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ} [آل عمران: 47] يَقُولُ: " جَلَّ ثَنَاؤُهُ: وُيُنْشِئُ مَا يَشَاءُ وَيُوجِدُهُ , وَيُخْرِجُهُ مِنْ حَالِ الْعَدَمِ إِلَى حَالِ الْوُجُودِ , وَلَنْ يَقْدِرَ عَلَى ذَلِكَ غَيْرُ اللَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ , وَإِنَّمَا يَعْنِي بِذَلِكَ أَنَّ لَهُ تَدْبِيرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا , وَتَصْرِيفَهُ وِإِفْنَاءَهُ وَإِعْدَامَهُ , وَإِيجَادَ مَا يَشَاءُ مِمَّا هُوَ غَيْرُ مَوْجُودٍ وَلَا مُنْشَأٍ , يَقُولُ: فَلَيْسَ ذَلِكَ لِأَحَدٍ سِوَايَ , فَكَيْفَ زَعَمْتُمْ أَيُّهَا الْكَذِبَةُ أَنَّ الْمَسِيحَ إِلَهٌ , وَهُوَ لَا يُطِيقُ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ , بَلْ لَا يَقْدِرُ عَلَى دَفْعِ الضَّرَرِ عَنْ نَفْسِهِ , وَلَا عَنْ أُمِّهِ , وَلَا اجْتِلَابِ نَفْعٍ إِلَيْهَا , إِلَّا بِإِذْنِي

نام کتاب : تفسير الطبري = جامع البيان - ط هجر نویسنده : الطبري، أبو جعفر    جلد : 8  صفحه : 268
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست