مدرسه فقاهت
کتابخانه مدرسه فقاهت
کتابخانه تصویری (اصلی)
کتابخانه اهل سنت
کتابخانه تصویری (اهل سنت)
ویکی فقه
ویکی پرسش
العربیة
راهنمای کتابخانه
جستجوی پیشرفته
همه کتابخانه ها
صفحهاصلی
علوم القرآن
الفقه
علوم الحديث
الآدب
العقيدة
التاریخ و السیرة
الرقاق والآداب والأذكار
الدعوة وأحوال المسلمين
الجوامع والمجلات ونحوها
الأشخاص
علوم أخرى
فهارس الكتب والأدلة
مرقم آلیا
همهگروهها
نویسندگان
علوم القرآن
التجويد والقراءات
التفاسير
همهگروهها
نویسندگان
مدرسه فقاهت
کتابخانه مدرسه فقاهت
کتابخانه تصویری (اصلی)
کتابخانه اهل سنت
کتابخانه تصویری (اهل سنت)
ویکی فقه
ویکی پرسش
فرمت PDF
شناسنامه
فهرست
««صفحهاول
«صفحهقبلی
جلد :
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
««اول
«قبلی
جلد :
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
نام کتاب :
تفسير الطبري = جامع البيان - ط هجر
نویسنده :
الطبري، أبو جعفر
جلد :
6
صفحه :
732
القول في تأويل قوله تعالى: وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم يعني جل ثناؤه بقوله: وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم أيها المؤمنون كيد هؤلاء الكفار من اليهود شيئا، ولكن الله ينصركم عليهم إن صبرتم على
5
القول في تأويل قوله تعالى: إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون يعني بذلك جل ثناؤه: والله سميع عليم حين همت طائفتان منكم أن تفشلا، والطائفتان اللتان همتا بالفشل ذكر لنا أنهم بنو سلمة وبنو حارثة
12
القول في تأويل قوله تعالى: ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون يعني بذلك جل ثناؤه: وإن تصبروا وتتقوا، لا يضركم كيدهم شيئا، وينصركم ربكم، ولقد نصركم الله ببدر على أعدائكم وأنتم يومئذ أذلة يعني قليلون، في غير منعة من الناس، حتى
16
القول في تأويل قوله تعالى: إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين، بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين يعني تعالى ذكره: ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة إذ تقول للمؤمنين
20
القول في تأويل قوله تعالى: وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم يعني تعالى ذكره: وما جعل الله وعده إياكم ما وعدكم من إمداده إياكم بالملائكة الذين ذكر عددهم إلا بشرى لكم، يعني بشرى يبشركم بها، ولتطمئن
38
القول في تأويل قوله تعالى: ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين يعني بذلك جل ثناؤه: ولقد نصركم الله ببدر ليقطع طرفا من الذين كفروا ويعني بالطرف: الطائفة والنفر، يقول تعالى ذكره: ولقد نصركم الله ببدر كما يهلك طائفة من الذين كفروا بالله
40
القول في تأويل قوله تعالى: ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون يعني بذلك تعالى ذكره: ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم، أو يتوب عليهم، أو يعذبهم، فإنهم ظالمون، ليس لك من الأمر شيء، فقوله: أو يتوب عليهم منصوب عطفا على قوله:
42
القول في تأويل قوله تعالى: ولله ما في السموات وما في الأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله غفور رحيم يعني بذلك تعالى ذكره: ليس لك يا محمد من الأمر شيء، ولله جميع ما بين أقطار السماوات والأرض من مشرق الشمس إلى مغربها دونك ودونهم، يحكم فيهم بما شاء،
49
القول في تأويل قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون يعني بذلك جل ثناؤه: يا أيها الذين آمنوا بالله ورسوله، لا تأكلوا الربا في إسلامكم، بعد إذ هداكم له، كما كنتم تأكلونه في جاهليتكم، وكان أكلهم ذلك في
49
القول في تأويل قوله تعالى: واتقوا النار التي أعدت للكافرين يقول تعالى ذكره للمؤمنين: واتقوا أيها المؤمنون النار أن تصلوها بأكلكم الربا بعد نهيي إياكم عنه التي أعددتها لمن كفر بي، فتدخلوا مداخلهم بعد إيمانكم بي بخلافكم أمري، وترككم طاعتي
51
القول في تأويل قوله تعالى: وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون يعني بذلك جل ثناؤه: وأطيعوا الله أيها المؤمنون فيما نهاكم عنه من أكل الربا وغيره من الأشياء، وفيما أمركم به الرسول يقول: أطيعوا الرسول أيضا كذلك لعلكم ترحمون، يقول: لترحموا فلا تعذبوا.
51
القول في تأويل قوله تعالى: وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين يعني تعالى ذكره بقوله: وسارعوا وبادروا وسابقوا إلى مغفرة من ربكم، يعني: إلى ما يستر عليكم ذنوبكم من رحمته، وما يغطيها عليكم من عفوه عن عقوبتكم عليها وجنة
52
القول في تأويل قوله تعالى: الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين يعني جل ثناؤه بقوله: الذين ينفقون في السراء والضراء أعدت الجنة التي عرضها السماوات والأرض للمتقين، وهم المنفقون أموالهم في سبيل الله، إما
56
القول في تأويل قوله تعالى: والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون يعني بقوله جل ثناؤه: والذين إذا فعلوا فاحشة أن الجنة التي وصف صفتها أعدت للمتقين، المنفقين في
60
القول في تأويل قوله تعالى: أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين يعني تعالى ذكره بقوله: أولئك الذين ذكر أنه أعد لهم الجنة التي عرضها السماوات والأرض من المتقين، ووصفهم به، ثم قال: هؤلاء الذين هذه صفتهم
69
القول في تأويل قوله تعالى: قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين يعني بقوله تعالى ذكره: قد خلت من قبلكم سنن مضت وسلفت مني فيمن كان قبلكم يا معشر أصحاب محمد وأهل الإيمان به، من نحو قوم عاد وثمود، وقوم هود، وقوم لوط وغيرهم
70
القول في تأويل قوله تعالى: هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين اختلف أهل التأويل في المعنى الذي أشير إليه بهذا، فقال بعضهم: عنى بقوله " هذا " القرآن
73
القول في تأويل قوله تعالى: ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين وهذا من الله تعالى ذكره تعزية لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما أصابهم من الجراح والقتل بأحد، قال: ولا تهنوا ولا تحزنوا يا أصحاب محمد، يعني ولا تضعفوا بالذي نالكم
76
القول في تأويل قوله تعالى: إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين اختلف القراء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قراء أهل الحجاز والمدينة والبصرة: إن يمسسكم قرح فقد مس
79
القول في تأويل قوله تعالى: وتلك الأيام نداولها بين الناس يعني تعالى ذكره بقوله: وتلك الأيام نداولها بين الناس أيام بدر وأحد، ويعني بقوله: نداولها بين الناس نجعلها دولا بين الناس مصرفة، ويعني بالناس: المسلمين والمشركين، وذلك أن الله عز وجل أدال
82
القول في تأويل قوله تعالى: وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين يعني بذلك تعالى ذكره: وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء نداولها بين الناس، ولو لم يكن في الكلام واو لكان قوله: " ليعلم " متصلا بما قبله، وكان: وتلك
85
القول في تأويل قوله تعالى: وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين يعني تعالى ذكره بقوله: وليمحص الله الذين آمنوا وليختبر الله الذين صدقوا الله ورسوله فيبتليهم بإدالة المشركين منهم حتى يتبين المؤمن منهم المخلص الصحيح الإيمان من المنافق
89
القول في تأويل قوله تعالى: أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين يعني بذلك جل ثناؤه: أم حسبتم يا معشر أصحاب محمد، وظننتم أن تدخلوا الجنة، وتنالوا كرامة ربكم، وشرف المنازل عنده؛ ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم
91
القول في تأويل قوله تعالى: ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون يعني بقوله جل ثناؤه: ولقد كنتم تمنون الموت ولقد كنتم يا معشر أصحاب محمد تمنون الموت يعني أسباب الموت وذلك القتال؛ فقد رأيتموه فقد رأيتم ما كنتم تمنونه، والهاء
92
القول في تأويل قوله تعالى: وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين يعني تعالى ذكره بذلك: وما محمد إلا رسول كبعض رسل الله الذين أرسلهم إلى خلقه داعيا إلى الله
96
القول في تأويل قوله تعالى: وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا يعني تعالى ذكره بذلك: وما يموت محمد ولا غيره من خلق الله إلا بعد بلوغ أجله الذي جعله الله غاية لحياته وبقائه، فإذا بلغ ذلك من الأجل الذي كتبه الله له وأذن له بالموت فحينئذ يموت
106
القول في تأويل قوله تعالى: ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين يعني بذلك جل ثناؤه: من يرد منكم أيها المؤمنون بعمله جزاء منه بعض أعراض الدنيا دون ما عند الله من الكرامة، لمن ابتغى بعمله ما عنده نؤته منها يقول:
108
القول في تأويل قوله تعالى: وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين اختلفت القراء في قراءة ذلك، فقرأه بعضهم: وكأين بهمز الألف وتشديد الياء وقرأه آخرون: بمد الألف وتخفيف الياء، وهما
109
القول في تأويل قوله تعالى: قاتل معه ربيون كثير اختلفت القراء في قراءة قوله: قاتل معه ربيون كثير؛ فقرأ ذلك جماعة من قراء الحجاز والبصرة: (قتل) بضم القاف، وقرأه جماعة أخرى بفتح القاف وبالألف، وهي قراءة جماعة من قراء الحجاز والكوفة، فأما من قرأ
109
القول في تأويل قوله: فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين يعني بقوله تعالى ذكره: فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله فما عجزوا لما نالهم من ألم الجراح الذي نالهم في سبيل الله، ولا لقتل من قتل منهم عن حرب أعداء الله
117
القول في تأويل قوله تعالى: وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين يعني تعالى ذكره بقوله: وما كان قولهم وما كان قول الربيين، والهاء والميم من ذكر أسماء الربيين إلا أن قالوا يعني ما كان
119
القول في تأويل قوله تعالى: فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين يعني بذلك تعالى ذكره: فأعطى الله الذين وصفهم بما وصفهم من الصبر على طاعة الله بعد مقتل أنبيائهم، وعلى جهاد عدوهم، والاستعانة بالله في أمورهم، واقتفائهم مناهج
123
القول في تأويل قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين يعني بذلك تعالى ذكره: يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله، في وعد الله ووعيده وأمره ونهيه إن تطيعوا الذين كفروا، يعني: الذين جحدوا نبوة نبيكم محمد
124
القول في تأويل قوله تعالى: بل الله مولاكم وهو خير الناصرين يعني بذلك تعالى ذكره أن الله مسددكم أيها المؤمنون، فمنقذكم من طاعة الذين كفروا. وإنما قيل: بل الله مولاكم لأن قوله: إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم نهي لهم عن طاعتهم، فكأنه قال:
126
القول في تأويل قوله تعالى: سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين يعني بذلك جل ثناؤه: سيلقي الله أيها المؤمنون في قلوب الذين كفروا بربهم، وجحدوا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ممن حاربكم
126
القول في تأويل قوله تعالى: ولقد صدقكم الله وعده لقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين
128
القول في تأويل قوله تعالى: إذ تحسونهم بإذنه يعني تعالى ذكره بذلك: ولقد وفى الله لكم أيها المؤمنون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بما وعدكم من النصر على عدوكم بأحد، حين تحسونهم، يعني: حين تقتلونهم، يقال منه: حسه يحسه حسا: إذا قتله
133
القول في تأويل قوله تعالى: حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون يعني بقوله جل ثناؤه: حتى إذا فشلتم حتى إذا جبنتم وضعفتم، وتنازعتم في الأمر يقول: واختلفتم في أمر الله؛ يقول: وعصيتم وخالفتم نبيكم، فتركتم أمره، وما عهد
136
القول في تأويل قوله تعالى: منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة يعني جل ثناؤه بقوله: منكم من يريد الدنيا الذين تركوا مقعدهم الذي أقعدهم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشعب من أحد لخيل المشركين، ولحقوا بمعسكر المسلمين طلب النهب إذ رأوا هزيمة
139
القول في تأويل قوله تعالى: ثم صرفكم عنهم ليبتليكم يعني بذلك جل ثناؤه: ثم صرفكم أيها المؤمنون عن المشركين بعد ما أراكم ما تحبون فيهم، وفي أنفسكم من هزيمتكم إياهم، وظهوركم عليهم، فرد وجوهكم عنهم لمعصيتكم أمر رسولي، ومخالفتكم طاعته، وإيثاركم الدنيا
142
القول في تأويل قوله تعالى: ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين يعني بقوله جل ثناؤه: ولقد عفا عنكم ولقد عفا الله أيها المخالفون أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتاركون طاعته، فيما تقدم إليكم من لزوم الموضع الذي أمركم بلزومه عنكم، فصفح لكم من
143
القول في تأويل قوله تعالى: إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم والله خبير بما تعملون يعني بذلك جل ثناؤه: ولقد عفا عنكم أيها المؤمنون إذ لم يستأصلكم، إهلاكا منه جمعكم بذنوبكم،
145
القول في تأويل قوله تعالى: فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم والله خبير بما تعملون يعني بقوله جل ثناؤه: فأثابكم غما بغم يعني: فجازاكم بفراركم عن نبيكم، وفشلكم عن عدوكم، ومعصيتكم ربكم غما بغم، يقول: غما على غم. وسمى العقوبة
149
القول في تأويل قوله تعالى: ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شيء قل إن الأمر كله لله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما
159
القول في تأويل قوله تعالى: وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يعني بذلك جل ثناؤه: وطائفة منكم أيها المؤمنون قد أهمتهم أنفسهم، يقول: هم المنافقون لا هم لهم غير أنفسهم، فهم من حذر القتل على أنفسهم، وخوف المنية عليها في شغل، قد
164
القول في تأويل قوله تعالى: يقولون هل لنا من الأمر من شيء قل إن الأمر كله لله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا يعني بذلك الطائفة المنافقة التي قد أهمتهم أنفسهم، يقولون: ليس لنا من الأمر من شيء، قل إن الأمر
166
القول في تأويل قوله تعالى: قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور يعني بذلك جل ثناؤه: قل يا محمد للذين وصفت لك صفتهم من المنافقين: لو كنتم في بيوتكم لم تشهدوا مع
169
القول في تأويل قوله تعالى: إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم يعني بذلك جل ثناؤه: إن الذين ولوا عن المشركين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وانهزموا عنهم، وقوله:
171
القول في تأويل قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم والله يحيي ويميت والله بما تعملون بصير يعني بذلك جل ثناؤه: يا أيها
175
القول في تأويل قوله تعالى: والله يحيي ويميت والله بما تعملون بصير يعني جل ثناؤه بقوله: والله يحيي ويميت والله المعجل الموت لمن يشاء من حيث يشاء، والمميت من يشاء كلما شاء دون غيره من سائر خلقه. وهذا من الله عز وجل ترغيب لعباده المؤمنين على جهاد عدوه،
180
القول في تأويل قوله تعالى: ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون يخاطب جل ثناؤه عباده المؤمنين يقول لهم: لا تكونوا أيها المؤمنون في شك من أن الأمور كلها بيد الله، وأن إليه الإحياء والإماتة، كما شك المنافقون في ذلك، ولكن
181
القول في تأويل قوله تعالى: ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون يعني بذلك جل ثناؤه: ولئن متم أو قتلتم أيها المؤمنون، فإن إلى الله مرجعكم ومحشركم، فيجازيكم بأعمالكم، فآثروا ما يقربكم من الله، ويوجب لكم رضاه، ويقربكم من الجنة، من الجهاد في سبيل الله
183
القول في تأويل قوله تعالى: فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين يعني جل ثناؤه بقوله: فبما رحمة من الله فبرحمة من الله و " ما " صلة، وقد
185
القول في تأويل قوله تعالى: فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين يعني تعالى ذكره بقوله: فاعف عنهم فتجاوز يا محمد عن تباعك وأصحابك من المؤمنين بك، وبما جئت به من عندي، ما نالك من أذاهم ومكروه في نفسك
188
القول في تأويل قوله تعالى: إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون يعني تعالى ذكره بذلك إن ينصركم الله أيها المؤمنون بالله ورسوله، على من ناوأكم وعاداكم من أعدائه، والكافرين به، فلا غالب لكم من
192
القول في تأويل قوله تعالى: وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون اختلفت القراء في قراءة ذلك، فقرأته جماعة من قراء الحجاز والعراق: وما كان لنبي أن يغل بمعنى: أن يخون أصحابه فيما أفاء الله عليهم من
193
القول في تأويل قوله تعالى: ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة يعني بذلك تعالى ذكره: ومن يخن من غنائم المسلمين شيئا، وفيئهم، وغير ذلك يأت به يوم القيامة في المحشر
201
القول في تأويل قوله تعالى: ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون يعني بذلك جل ثناؤه: ثم توفى كل نفس ثم تعطى كل نفس جزاء ما كسبت بكسبها وافيا غير منقوص ما استحقه واستوجبه من ذلك: وهم لا يظلمون يقول: لا يفعل بهم إلا الذي ينبغي أن يفعل بهم من غير أن
207
القول في تأويل قوله تعالى: أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: أفمن اتبع رضوان الله في ترك الغلول كمن باء بسخط من الله بغلوله ما غل
208
القول في تأويل قوله تعالى: هم درجات عند الله والله بصير بما يعملون يعني تعالى ذكره بذلك أن من اتبع رضوان الله، ومن باء بسخط من الله مختلفو المنازل عند الله، فلمن اتبع رضوان الله الكرامة والثواب الجزيل، ولمن باء بسخط من الله المهانة والعقاب الأليم
210
لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين يعني بذلك: لقد تطول الله على المؤمنين، إذ بعث فيهم رسولا، حين أرسل فيهم رسولا من أنفسهم، نبيا من أهل لسانهم، ولم
211
القول في تأويل قوله تعالى: أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير يعني تعالى ذكره بذلك: أو حين أصابتكم أيها المؤمنون مصيبة، وهي القتلى الذين قتلوا منهم يوم أحد، والجرحى الذين جرحوا منهم بأحد،
214
القول في تأويل قوله تعالى: وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله
220
القول في تأويل قوله تعالى: وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون يعني تعالى ذكره بذلك عبد الله بن أبي ابن سلول المنافق وأصحابه
221
القول في تأويل قوله تعالى: الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين يعني تعالى ذكره بذلك: وليعلم الله الذين نافقوا، الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا، فموضع " الذين " نصب على الإبدال من " الذين نافقوا "،
225
القول في تأويل قوله تعالى: ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون يعني تعالى ذكره ولا تحسبن ولا تظنن
227
القول في تأويل قوله: ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون يعني بذلك تعالى ذكره: ويفرحون بمن لم يلحق بهم من إخوانهم الذين فارقوهم وهم أحياء في الدنيا على مناهجهم، من جهاد أعداء الله مع رسوله، لعلمهم بأنهم إن استشهدوا
236
القول في تأويل قوله تعالى: يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين يقول جل ثناؤه: يستبشرون يفرحون بنعمة من الله يعني بما حباهم به تعالى ذكره من عظيم كرامته عند ورودهم عليه وفضل يقول: وبما أسبغ عليهم من الفضل وجزيل الثواب على ما سلف
238
القول في تأويل قوله تعالى: الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم يعني بذلك جل ثناؤه: وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين، المستجيبين لله والرسول، من بعد ما أصابهم الجرح والكلوم، وإنما عنى الله تعالى ذكره بذلك
239
القول في تأويل قوله تعالى: الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل يعني تعالى ذكره: وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين الذين قال لهم الناس: إن الناس قد جمعوا لكم، والذين في موضع خفض مردود على المؤمنين
244
القول في تأويل قوله تعالى: فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم يعني جل ثناؤه بقوله: فانقلبوا بنعمة من الله فانصرف الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح من وجههم الذي توجهوا فيه، وهو سيرهم في أثر
253
القول في تأويل قوله تعالى: إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين يعني بذلك تعالى ذكره: إنما الذي قال لكم أيها المؤمنون: إن الناس قد جمعوا لكم، فخوفوكم بجموع عدوكم، ومسيرهم إليكم، من فعل الشيطان، ألقاه على أفواه من قال
255
القول في تأويل قوله تعالى: فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين يقول: فلا تخافوا أيها المؤمنون المشركين، ولا يعظمن عليكم أمرهم، ولا ترهبوا جمعهم مع طاعتكم إياي، ما أطعتموني، واتبعتم أمري، وإني متكفل لكم بالنصر والظفر، ولكن خافون، واتقوا أن تعصوني
257
القول في تأويل قوله تعالى: ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئا يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة ولهم عذاب عظيم يقول جل ثناؤه: ولا يحزنك يا محمد كفر الذين يسارعون في الكفر مرتدين على أعقابهم من أهل النفاق، فإنهم لن يضروا الله
257
القول في تأويل قوله تعالى: يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة ولهم عذاب عظيم يعني بذلك جل ثناؤه: يريد الله أن لا يجعل لهؤلاء الذين يسارعون في الكفر نصيبا في ثواب الآخرة، فلذلك خذلهم، فسارعوا فيه، ثم أخبر أنهم مع حرمانهم ما حرموا من ثواب الآخرة،
258
القول في تأويل قوله تعالى: إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضروا الله شيئا ولهم عذاب أليم يعني بذلك جل ثناؤه المنافقين الذين تقدم إلى نبيه صلى الله عليه وسلم فيهم أن لا يحزنه مسارعتهم إلى الكفر، فقال لنبيه صلى الله عليه وسلم: إن هؤلاء الذين ابتاعوا
258
القول في تأويل قوله تعالى: ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين يعني بذلك تعالى ذكره: ولا يظنن الذين كفروا بالله ورسوله، وما جاء به من عند الله أن إملاءنا لهم خير لأنفسهم. ويعني بالإملاء: الإطالة
259
القول في تأويل قوله تعالى: ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء فآمنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم يعني بقوله: ما كان الله ليذر المؤمنين ما
262
القول في تأويل قوله تعالى: وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم بما:
264
القول في تأويل قوله تعالى: فآمنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم يعني بذلك جل ثناؤه بقوله: وإن تؤمنوا وإن تصدقوا من اجتبيته من رسلي بعلمي، وأطلعته على المنافقين منكم، وتتقوا ربكم بطاعته فيما أمركم به نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم وفيما
266
القول في تأويل قوله تعالى: ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السموات والأرض والله بما تعملون خبير اختلفت القراء في قراءة ذلك، فقرأه جماعة من أهل الحجاز والعراق: ولا يحسبن
266
القول في تأويل قوله تعالى: سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة يعني بقوله جل ثناؤه: سيطوقون سيجعل الله ما بخل به المانعون الزكاة طوقا في أعناقهم، كهيئة الأطواق المعروفة
271
القول في تأويل قوله تعالى: ولله ميراث السموات والأرض والله بما تعملون خبير يعني بذلك جل ثناؤه: أنه الحي الذي لا يموت، والباقي بعد فناء جميع خلقه. فإن قال قائل: فما معنى قوله: ولله ميراث السموات والأرض والميراث المعروف: هو ما انتقل من ملك مالك إلى
276
القول في تأويل قوله تعالى: لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد ذكر أن هذه الآية وآيات بعدها نزلت في بعض اليهود، الذين كانوا
277
القول في تأويل قوله: ونقول ذوقوا عذاب الحريق ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد يعني بذلك جل ثناؤه: ونقول للقائلين بأن الله فقير ونحن أغنياء، القاتلين أنبياء الله بغير حق، يوم القيامة: ذوقوا عذاب الحريق، يعني بذلك: عذاب نار محرقة ملتهبة
283
القول في تأويل قوله تعالى: الذين قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين يعني بذلك جل ثناؤه: لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن
284
القول في تأويل قوله تعالى: فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاءوا بالبينات والزبر والكتاب المنير وهذا تعزية من الله جل ثناؤه نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم على الأذى الذي كان يناله من اليهود وأهل الشرك بالله من سائر أهل الملل، يقول الله تعالى له: لا يحزنك
286
القول في تأويل قوله تعالى: كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور يعني بذلك تعالى ذكره أن مصير هؤلاء المفترين على الله من اليهود المكذبين برسوله، الذين وصف صفتهم، وأخبر
287
القول في تأويل قوله تعالى: لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور يعني بذلك تعالى ذكره: لتبلون في أموالكم لتختبرن بالمصائب في أموالكم وأنفسكم، يعني: وبهلاك
290
القول في تأويل قوله تعالى: وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون يعني بذلك تعالى ذكره: واذكر أيضا من هؤلاء اليهود وغيرهم من أهل الكتاب منهم يا محمد إذ أخذ الله ميثاقهم،
293
القول في تأويل قوله تعالى: لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: عني بذلك قوم من أهل النفاق كانوا يقعدون خلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم
300
القول في تأويل قوله تعالى: ولله ملك السموات والأرض والله على كل شيء قدير وهذا تكذيب من الله جل ثناؤه الذين قالوا: إن الله فقير ونحن أغنياء يقول تعالى ذكره مكذبا لهم: لله ملك جميع ما حوته السماوات والأرض، فكيف يكون أيها المفترون على الله من كان ملك
308
القول في تأويل قوله تعالى: إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب وهذا احتجاج من الله تعالى ذكره على قائل ذلك وعلى سائر خلقه بأنه المدبر المصرف الأشياء، والمسخر ما أحب، وإن الإغناء والإفقار إليه وبيده، فقال جل ثناؤه:
308
القول في تأويل قوله تعالى: الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار وقوله: الذين يذكرون الله قياما وقعودا من نعت أولي الألباب، والذين في موضع خفض ردا على قوله: لأولي
309
القول في تأويل قوله تعالى: ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار يعني بذلك تعالى ذكره: ويتفكرون في خلق السماوات والأرض، قائلين: ربنا ما خلقت هذا باطلا فترك ذكر قائلين، إذ كان فيما ظهر من الكلام دلالة عليه؛ وقوله: ما خلقت هذا باطلا يقول:
310
القول في تأويل قوله تعالى: ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار اختلف أهل التأويل في ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: ربنا إنك من تدخل النار من عبادك فتخلده فيها فقد أخزيته، قال: ولا يخزى مؤمن مصيره إلى الجنة وإن عذب بالنار بعض العذاب
311
القول في تأويل قوله تعالى: ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار اختلف أهل التأويل في تأويل المنادي الذي ذكره الله تعالى في هذه الآية، فقال بعضهم: المنادي في هذا الموضع القرآن
314
القول في تأويل قوله تعالى: ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد إن قال لنا قائل: وما وجه مسألة هؤلاء القوم ربهم أن يؤتيهم ما وعدهم، وقد علموا أن الله منجز وعده، وغير جائز أن يكون منه إخلاف موعد؟ قيل: اختلف في ذلك
317
القول في تأويل قوله تعالى: فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن
319
القول في تأويل قوله تعالى: فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب يعني بقوله جل ثناؤه: فالذين هاجروا قومهم من أهل الكفر وعشيرتهم في
322
القول في تأويل قوله تعالى: لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد يعني بذلك جل ثناؤه: ولا يغرنك يا محمد تقلب الذين كفروا في البلاد، يعني: تصرفهم في الأرض وضربهم فيها
324
القول في تأويل قوله تعالى: لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلا من عند الله وما عند الله خير للأبرار يعني بذلك جل ثناؤه: لكن الذين اتقوا ربهم لكن الذين اتقوا الله بطاعته، واتباع مرضاته، في العمل بما أمرهم به، واجتناب
325
القول في تأويل قوله تعالى: وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب اختلف أهل التأويل فيمن عنى بهذه الآية، فقال بعضهم: عنى بها أصحمة النجاشي
327
القول في تأويل قوله: أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب يعني بقوله جل ثناؤه: أولئك لهم أجرهم هؤلاء الذين يؤمنون بالله، وما أنزل إليكم، وما أنزل إليهم، لهم أجرهم عند ربهم؛ يعني: لهم عوض أعمالهم التي عملوها، وثواب طاعتهم ربهم فيما أطاعوه
331
القول في تأويل قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: اصبروا على دينكم، وصابروا الكفار ورابطوهم
332
القول في تأويل قوله تعالى: واتقوا الله لعلكم تفلحون يعني بذلك تعالى ذكره: واتقوا الله أيها المؤمنون، واحذروه أن تخالفوا أمره، أو تتقدموا نهيه لعلكم تفلحون يقول: لتفلحوا فتبقوا في نعيم الأبد، وتنجحوا في طلباتكم عنده
337
سورة النساء
339
يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا قال أبو جعفر: يعني بقوله تعالى ذكره: يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة احذروا أيها
339
القول في تأويل قوله تعالى: وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء يعني بقوله جل ثناؤه: وخلق منها زوجها وخلق من النفس الواحدة زوجها؛ يعني ب " الزوج " الثاني لها وهو فيما قال أهل التأويل: امرأتها حواء
340
القول في تأويل قوله تعالى: واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام اختلفت القراء في قراءة ذلك، فقرأه عامة قراء أهل المدينة والبصرة: (تساءلون) بالتشديد، بمعنى: تتساءلون، ثم أدغم إحدى التاءين في السين، فجعلهما سينا مشددة، وقرأه بعض قراء الكوفة:
342
القول في تأويل قوله تعالى: إن الله كان عليكم رقيبا قال أبو جعفر: يعني بذلك تعالى ذكره أن الله لم يزل عليكم رقيبا، ويعني بقوله: عليكم على الناس الذين قال لهم جل ثناؤه: يا أيها الناس اتقوا ربكم والمخاطب والغائب إذا اجتمعا في الخبر، فإن العرب تخرج
350
القول في تأويل قوله تعالى: وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوبا كبيرا قال أبو جعفر: يعني بذلك تعالى ذكره أوصياء اليتامى، يقول لهم: وأعطوا يا معشر أوصياء اليتامى أموالهم، إذا هم بلغوا الحلم وأونس
351
القول في تأويل قوله تعالى: ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم قال أبو جعفر: يعني بذلك تعالى ذكره: ولا تخلطوا أموالهم يعني: أموال اليتامى بأموالكم فتأكلوها مع أموالكم
355
القول في تأويل قوله تعالى: إنه كان حوبا كبيرا قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بقوله: إنه كان حوبا كبيرا إن أكلكم أموال أيتامكم مع أموالكم حوب كبير، والهاء في قوله إنه دالة على اسم الفعل أعني الأكل، وأما الحوب: فإنه الإثم، يقال منه: حاب الرجل يحوب
356
القول في تأويل قوله تعالى: وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: وإن خفتم يا
358
القول في تأويل قوله تعالى: ذلك أدنى ألا تعولوا يعني بقوله تعالى ذكره: وإن خفتم ألا تعدلوا في مثنى أو ثلاث أو رباع فنكحتم واحدة، أو خفتم ألا تعدلوا في الواحدة فتسررتم ملك أيمانكم؛ فهو أدنى، يعني أقرب ألا تعولوا، يقول: أن لا تجوروا ولا تميلوا، يقال
375
القول في تأويل قوله تعالى: وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا قال أبو جعفر: يعني بذلك تعالى ذكره: وأعطوا النساء مهورهن عطية واجبة، وفريضة لازمة؛ يقال منه: نحل فلان فلانا كذا، فهو ينحله نحلة ونحلا
380
القول في تأويل قوله تعالى: فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا يعني بذلك جل ثناؤه: فإن وهب لكم أيها الرجال نساؤكم شيئا من صدقاتهن، طيبة بذلك أنفسهن، فكلوه هنيئا مريئا
382
القول في تأويل قوله تعالى: ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في السفهاء الذين نهى الله جل ثناؤه عباده أن يؤتوهم أموالهم، فقال بعضهم: هم النساء والصبيان
388
القول في تأويل قوله تعالى: وقولوا لهم قولا معروفا قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: عدهم عدة جميلة من البر والصلة
401
القول في تأويل قوله تعالى: وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم وكفى بالله حسيبا
402
وأما قوله: إذا بلغوا النكاح فإنه يعني: إذا بلغوا الحلم
404
القول في تأويل قوله: فإن آنستم منهم رشدا يعني قوله: فإن آنستم منهم رشدا فإن وجدتم منهم وعرفتم
404
القول في تأويل قوله تعالى: فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها إسرافا يعني بذلك تعالى ذكره ولاة أموال اليتامى، يقول الله لهم: فإذا بلغ أيتامكم الحلم، فآنستم منهم عقلا وإصلاحا لأموالهم، فادفعوا إليهم أموالهم، ولا تحبسوها عنهم. وأما قوله: ولا تأكلوها
408
القول في تأويل قوله تعالى: وبدارا أن يكبروا يعني جل ثناؤه بقوله: وبدارا ومبادرة؛ وهو مصدر من قول القائل: بادرت هذا الأمر مبادرة وبدارا. وإنما يعني بذلك جل ثناؤه ولاة أموال اليتامى، يقول لهم: لا تأكلوا أموالهم إسرافا، يعني: ما أباح الله لكم أكله
409
القول في تأويل قوله تعالى: ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف يعني بقوله جل ثناؤه: ومن كان غنيا من ولاة أموال اليتامى على أموالهم، فليستعفف " بماله عن أكلها بغير الإسراف والبدار أن يكبروا، بما أباح الله له أكلها به
410
القول في تأويل قوله تعالى: فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: وإذا دفعتم يا معشر ولاة أموال اليتامى إلى اليتامى أموالهم، فأشهدوا عليهم، يقول: فأشهدوا على الأيتام باستيفائهم ذلك منكم ودفعكموه إليهم
428
القول في تأويل قوله تعالى: وكفى بالله حسيبا يقول تعالى ذكره: وكفى بالله كافيا من الشهود الذي يشهدهم والي اليتيم على دفعه مال يتيمه إليه
429
القول في تأويل قوله تعالى: للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا يعني بذلك تعالى ذكره: للذكور من أولاد الرجل الميت حصة من ميراثه وللإناث منهم حصة منه، من قليل ما خلف بعده وكثيره
429
القول في تأويل قوله تعالى: وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا معروفا قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في حكم هذه الآية، هل هو محكم، أو منسوخ؟ فقال بعضهم: هو محكم
431
القول في تأويل قوله تعالى: وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: وليخش ليخف الذين يحضرون موصيا يوصي في ماله أن يأمره بتفريق ماله وصية به فيمن لا يرثه، ولكن
446
القول في تأويل قوله تعالى: إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا يعني بذلك جل ثناؤه: إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما يقول: بغير حق، إنما يأكلون في بطونهم نارا يوم القيامة، بأكلهم أموال اليتامى ظلما في الدنيا
454
القول في تأويل قوله تعالى: يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث فإن كان له إخوة فلأمه
456
القول في تأويل قوله تعالى: فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك يعني بقوله: فإن كن فإن كان المتروكات نساء فوق اثنتين. ويعني بقول نساء: بنات الميت فوق اثنتين، يقول: أكثر في العدد من اثنتين. فلهن ثلثا ما ترك يقول: فلبناته الثلثان مما ترك بعده من
460
القول في تأويل قوله تعالى: وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد يعني بقوله: وإن كانت المتروكة ابنة واحدة، فلها النصف، يقول: فلتلك الواحدة نصف ما ترك الميت من ميراثه إذا لم يكن معها غيرها من ولد الميت ذكر ولا
461
القول في تأويل قوله تعالى: فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث يعني جل ثناؤه بقوله: فإن لم يكن له فإن لم يكن للميت ولد ذكر ولا أنثى، وورثه أبواه دون غيرهما من ولد وارث فلأمه الثلث يقول: فلأمه من تركته وما خلف بعده ثلث جميع ذلك. فإن قال قائل:
462
القول في تأويل قوله تعالى: فإن كان له إخوة فلأمه السدس إن قال قائل: وما المعنى الذي من أجله ذكر حكم الأبوين مع الإخوة، وترك ذكر حكمهما مع الأخ الواحد؟ قلت: اختلاف حكمهما مع الإخوة الجماعة والأخ الواحد، فكان في إبانة الله جل ثناؤه لعباده حكمهما فيما
463
القول في تأويل قوله تعالى: من بعد وصية يوصي بها أو دين يعني جل ثناؤه بقوله: من بعد وصية يوصي بها أو دين أن الذي قسم الله تبارك وتعالى لولد الميت الذكور منهم والإناث ولأبويه من تركته من بعد وفاته، إنما يقسمه لهم على ما قسمه لهم في هذه الآية من بعد قضاء
469
القول في تأويل قوله تعالى: آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا يعني جل ثناؤه بقوله: آباؤكم وأبناؤكم هؤلاء الذين أوصاكم الله به فيهم من قسمة ميراث ميتكم فيهم على ما سمى لكم وبينه في هذه الآية آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا يقول:
471
القول في تأويل قوله تعالى: فريضة من الله إن الله كان عليما حكيما يعني بقوله جل ثناؤه: فريضة من الله وإن كان له إخوة فلأمه السدس، فريضة، يقول: سهاما معلومة موقتة بينها الله لهم. ونصب قوله: فريضة على المصدر من قوله: يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل
472
القول في تأويل قوله تعالى: ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد فإن كان لهن ولد فلكم الربع مما تركن من بعد وصية يوصين بها أو دين ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم من بعد وصية توصون بها أو دين وإن كان رجل
473
القول في تأويل قوله تعالى: ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم من بعد وصية توصون بها أو دين يعني جل ثناؤه بقوله: ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد ولأزواجكم أيها الناس ربع ما تركتم بعد وفاتكم من مال وميراث
474
القول في تأويل قوله تعالى: وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة يعني بذلك جل ثناؤه: وإن كان رجل أو امرأة يورث كلالة. ثم اختلفت القراء في قراءة ذلك، فقرأ ذلك عامة قراء أهل الإسلام: وإن كان رجل يورث كلالة يعني: وإن كان رجل يورث متكلل النسب، فالكلالة على
474
القول في تأويل قوله تعالى: وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث يعني بقوله جل ثناؤه: وله أخ أو أخت وللرجل الذي يورث كلالة أخ أو أخت يعني أخا أو أختا من أمه
482
القول في تأويل قوله تعالى: من بعد وصية يوصى بها أو دين غير مضار وصية من الله والله عليم حليم يعني جل ثناؤه بقوله: من بعد وصية يوصى بها أي هذا الذي فرضت لأخي الميت الموروث كلالة وأخته أو إخوته وأخواته من ميراثه وتركته، إنما هو لهم من بعد قضاء دين الميت
485
القول في تأويل قوله تعالى: تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: تلك حدود الله، فقال بعضهم: يعني به: تلك شروط الله
488
القول في تأويل قوله تعالى: ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين يعني بذلك جل ثناؤه: ومن يعص الله ورسوله في العمل بما أمراه به من قسمة المواريث على ما أمراه بقسمه ذلك بينهم وغير ذلك من فرائض الله مخالفا أمرهما إلى ما نهياه
491
القول في تأويل قوله تعالى: واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا يعني بقوله جل ثناؤه: واللاتي يأتين الفاحشة والنساء يأتين بالزنا: أي يزنين من نسائكم وهن محصنات
492
القول في تأويل قوله تعالى: واللذان يأتيانها منكم فآذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما إن الله كان توابا رحيما يعني جل ثناؤه بقوله: واللذان يأتيانها منكم والرجل والمرأة اللذان يأتيانها، يقول: يأتيان الفاحشة والهاء والألف في قوله: يأتيانها عائدة على
498
القول في تأويل قوله تعالى: فآذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما إن الله كان توابا رحيما اختلف أهل التأويل في الأذى الذي كان الله تعالى ذكره جعله عقوبة للذين يأتيان الفاحشة من قبل أن يجعل لهما سبيلا منه، فقال بعضهم: ذلك الأذى، أذى بالقول واللسان،
502
القول في تأويل قوله تعالى: إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما يعني بقوله جل ثناؤه: إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ما التوبة على الله لأحد من خلقه، إلا للذين
506
القول في تأويل قوله تعالى: ثم يتوبون من قريب اختلف أهل التأويل في معنى القريب في هذا الموضع، فقال بعضهم: معنى ذلك: ثم يتوبون في صحتهم قبل مرضهم وقبل موتهم
511
القول في تأويل قوله تعالى: فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما يعني بقوله جل ثناؤه: فأولئك فهؤلاء الذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب يتوب الله عليهم دون من لم يتب، حتى غلب على عقله وغمرته حشرجة ميتته، فقال: وهو لا يفقه ما يقول:
515
القول في تأويل قوله تعالى: وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما يعني بذلك جل ثناؤه: وليست التوبة للذين يعملون السيئات من أهل الإصرار على معاصي الله، حتى إذا
516
القول في تأويل قوله تعالى: ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما يعني بذلك جل ثناؤه: ولا التوبة للذين يموتون وهم كفار فموضع " الذين " خفض؛ لأنه معطوف على قوله: للذين يعملون السيئات وقوله: أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما يقول: هؤلاء
520
القول في تأويل قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا يعني تبارك وتعالى بقوله يا أيها
520
القول في تأويل قوله تعالى: إلا أن يأتين بفاحشة مبينة يعني بذلك جل ثناؤه: لا يحل لكم أيها المؤمنون أن تعضلوا نساءكم ضرارا منكم لهن، وأنتم لصحبتهن كارهون، وهن لكم طائعات، لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن من صدقاتهن، إلا أن يأتين بفاحشة مبينة، فيحل لكم حينئذ
532
القول في تأويل قوله تعالى. وعاشروهن بالمعروف يعني جل ثناؤه بقوله، وعاشروهن بالمعروف وخالقوا أيها الرجال نساءكم، وصاحبوهن بالمعروف، يعني بما أمرتم به من المصاحبة، وذلك إمساكهن بأداء حقوقهن التي فرض الله جل ثناؤه لهن عليكم إليهن، أو تسريح منكم لهن
537
القول في تأويل قوله تعالى: فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا يعني بذلك تعالى ذكره: لا تعضلوا نساءكم لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن من غير ريبة، ولا نشوز، كان منهن، ولكن عاشروهن بالمعروف وإن كرهتموهن، فلعلكم أن تكرهوهن، فتمسكوهن
538
القول في تأويل قوله تعالى. وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا يعني جل ثناؤه بقوله، وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وإن أردتم أيها المؤمنون نكاح امرأة مكان امرأة لكم تطلقونها وآتيتم إحداهن
539
القول في تأويل قوله تعالى. أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا يعني بقوله تعالى: أتأخذونه أتأخذون ما آتيتموهن من مهورهن بهتانا يقول، ظلما بغير حق، وإثما مبينا يعني: وإثما قد أبان أمر آخذه أنه بأخذه إياه لمن أخذه منه ظالم
540
القول في تأويل قوله تعالى: وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا يعني جل ثناؤه بقوله: وكيف تأخذونه وعلى أي وجه تأخذون من نسائكم ما آتيتموهن من صدقاتهن إذا أردتم طلاقهن واستبدال غيرهن بهن أزواجا، وقد أفضى بعضكم إلى بعضكم فتباشرتم
540
القول في تأويل قوله تعالى: وأخذن منكم ميثاقا غليظا أي ما وثقت به لهن على أنفسكم من عهد، وإقرار منكم بما أقررتم به على أنفسكم من إمساكهن بمعروف، أو تسريحهن بإحسان، وكان في عقد المسلمين النكاح قديما فيما بلغنا أن يقال للناكح: الله عليك لتمسكن بمعروف
542
القول في تأويل قوله تعالى: ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا قد ذكر أن هذه الآية نزلت في قوم كانوا يخلفون على حلائل آبائهم، فجاء الإسلام وهم على ذلك، فحرم الله تبارك وتعالى عليهم المقام عليهن، وعفا لهم
548
القول في تأويل قوله تعالى: حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة وأمهات نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم
553
وأما قوله: فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم فإنه يقول: فإن لم تكونوا أيها الناس دخلتم بأمهات ربائبكم اللاتي في حجوركم، فجامعتموهن حتى طلقتموهن، فلا جناح عليكم يقول: فلا حرج عليكم في نكاح من كان من ربائبكم كذلك
560
وأما قوله: وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم فإنه يعني: وأزواج أبنائكم الذين من أصلابكم، وهي جمع حليلة وهي امرأته، وقيل: سميت امرأة الرجل حليلته؛ لأنها تحل معه في فراش واحد، ولا خلاف بين جميع أهل العلم أن حليلة ابن الرجل حرام عليه نكاحها بعقد ابنه
560
وأما قوله: وأن تجمعوا بين الأختين فإن معناه: وحرم عليكم أن تجمعوا بين الأختين عندكم بنكاح، ف " أن " في موضع رفع، كأنه قيل: والجمع بين الأختين إلا ما قد سلف لكن ما قد مضى منكم إن الله كان غفورا لذنوب عباده إذا تابوا إليه منها رحيما بهم فيما كلفهم من
561
القول في تأويل قوله تعالى: والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة إن الله كان عليما حكيما
561
القول في تأويل قوله تعالى: كتاب الله عليكم يعني تعالى ذكره: كتابا من الله عليكم. فأخرج الكتاب مصدرا من غير لفظه , وإنما جاز ذلك لأن قوله تعالى: حرمت عليكم أمهاتكم إلى قوله: كتاب الله عليكم بمعنى: كتب الله تحريم ما حرم من ذلك وتحليل ما حلل من ذلك
578
القول في تأويل قوله تعالى: وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك , فقال بعضهم: معنى ذلك: وأحل لكم ما دون الخمس أن تبتغوا بأموالكم على وجه النكاح
581
القول في تأويل قوله تعالى: محصنين غير مسافحين يعني بقوله جل ثناؤه: محصنين: أعفاء بابتغائكم ما وراء ما حرم عليكم من النساء بأموالكم غير مسافحين يقول: " غير مزانين. كما:
584
القول في تأويل قوله تعالى: فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: فما استمتعتم به منهن فقال بعضهم: معناه: فما نكحتم منهن فجامعتموهن , يعني من النساء فآتوهن أجورهن فريضة يعني: صدقاتهن فريضة معلومة
584
القول في تأويل قوله تعالى: ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة إن الله كان عليما حكيما اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك , فقال بعضهم: معنى ذلك: لا حرج عليكم أيها الأزواج إن أدركتكم عسرة بعد أن فرضتم لنسائكم أجورهن فريضة فيما تراضيتم به , من حط
589
القول في تأويل قوله تعالى: ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان فإذا أحصن فإن
591
القول في تأويل قوله تعالى: أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات يعني بذلك: ومن لم يستطع منكم أيها الناس طولا , يعني: من الأحرار أن ينكح المحصنات وهن الحرائر المؤمنات اللواتي قد صدقن بتوحيد الله وبما جاء رسول الله صلى الله
595
القول في تأويل قوله تعالى: والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض وهذا من المؤخر الذي معناه التقديم وتأويل ذلك: ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات , فمما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات , فلينكح بعضكم من بعض , بمعنى: فلينكح هذا فتاة هذا.
601
القول في تأويل قوله تعالى: فانكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف يعني بقوله جل ثناؤه: فانكحوهن فتزوجوهن , وبقوله: بإذن أهلهن بإذن أربابهن وأمرهم إياكم بنكاحهن ورضاهم ويعني بقوله: وآتوهن أجورهن وأعطوهن مهورهن: كما:
602
القول في تأويل قوله: محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان يعني بقوله: محصنات عفيفات غير مسافحات غير مزانيات ولا متخذات أخدان يقول: " ولا متخذات أصدقاء على السفاح. وقد ذكر أن ذلك قيل كذلك , لأن الزواني كن في الجاهلية في العرب المعلنات بالزنا ,
602
القول في تأويل قوله تعالى: فإذا أحصن اختلفت القراء في قراءة ذلك , فقرأه بعضهم: (فإذا أحصن) , بفتح الألف , بمعنى: إذا أسلمن فصرن ممنوعات الفروج من الحرام بالإسلام وقرأه آخرون: فإذا أحصن بمعنى: فإذا تزوجن فصرن ممنوعات الفروج من الحرام بالأزواج قال
605
القول في تأويل قوله تعالى: فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب يعني جل ثناؤه بقوله: فإن أتين بفاحشة فإن أتت فتياتكم , وهن إماؤكم , بعد ما أحصن بإسلام , أو أحصن بنكاح بفاحشة , وهي الزنا فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب يقول: "
612
القول في تأويل قوله تعالى: ذلك لمن خشي العنت منكم يعني تعالى ذكره بقوله ذلك: هذا الذي أبحت أيها الناس من نكاح فتياتكم المؤمنات لمن لا يستطيع منكم طولا لنكاح المحصنات المؤمنات , أبحته لمن خشي العنت منكم دون غيره ممن لا يخشى العنت واختلف أهل التأويل في
614
القول في تأويل قوله تعالى: وأن تصبروا خير لكم والله غفور رحيم يعني جل ثناؤه بذلك: وأن تصبروا أيها الناس عن نكاح الإماء خير لكم , والله غفور لكم نكاح الإماء أن تنكحوهن على ما أحل لكم وأذن لكم به , وما سلف منكم في ذلك إن أصلحتم أمور أنفسكم فيما بينكم
616
القول في تأويل قوله تعالى: يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم يعني جل ثناؤه بقوله: يريد الله ليبين لكم حلاله وحرامه ويهديكم سنن الذين من قبلكم يقول: " وليسددكم سنن الذين من قبلكم , يعني: سبل من قبلكم من أهل
618
القول في تأويل قوله تعالى: والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما يعني بذلك تعالى ذكره: والله يريد أن يراجع بكم طاعته , والإنابة إليه , ليعفو لكم عما سلف من آثامكم , ويتجاوز لكم عما كان منكم في جاهليتكم من استحلالكم ما
621
القول في تأويل قوله تعالى: يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا يعني جل ثناؤه بقوله: يريد الله أن يخفف عنكم يريد الله أن ييسر عليكم بإذنه لكم في نكاح الفتيات المؤمنات إذا لم تستطيعوا طولا لحرة. وخلق الإنسان ضعيفا يقول: " يسر ذلك عليكم إذا كنتم
624
القول في تأويل قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما يعني بقوله جل ثناؤه: يا أيها الذين آمنوا صدقوا الله ورسوله لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل يقول: " لا
625
القول في تأويل قوله تعالى: ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما يعني بقوله جل ثناؤه: ولا تقتلوا أنفسكم ولا يقتل بعضكم بعضا , وأنتم أهل ملة واحدة ودعوة واحدة ودين واحد , فجعل جل ثناؤه أهل الإسلام كلهم بعضهم من بعض , وجعل القاتل منهم قتيلا في قتله
637
القول في تأويل قوله تعالى: ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: ومن يفعل ذلك عدوانا فقال بعضهم: معنى ذلك: ومن يقتل نفسه , بمعنى: ومن يقتل أخاه المؤمن عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا
638
القول في تأويل قوله تعالى: إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما اختلف أهل التأويل في معنى الكبائر التي وعد الله جل ثناؤه عباده باجتنابها تكفير سائر سيئاتهم عنهم , فقال بعضهم: الكبائر التي قال الله تبارك وتعالى: إن
640
القول في تأويل قوله تعالى: ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما يعني بذلك جل ثناؤه: ولا تشتهوا ما فضل الله به بعضكم على بعض. وذكر أن ذلك نزل في نساء
663
القول في تأويل قوله تعالى: للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك , فقال بعضهم: معنى ذلك: للرجال نصيب مما اكتسبوا من الثواب على الطاعة والعقاب على المعصية , وللنساء نصيب من ذلك مثل ذلك
667
القول في تأويل قوله تعالى: واسألوا الله من فضله يعني بذلك جل ثناؤه: واسألوا الله من عونه وتوفيقه للعمل بما يرضيه عنكم من طاعته , ففضله في هذا الموضع: توفيقه ومعونته. كما:
669
القول في تأويل قوله تعالى: إن الله كان بكل شيء عليما يعني بذلك جل ثناؤه: إن الله كان بما يصلح عباده فيما قسم لهم من خير , ورفع بعضهم فوق بعض في الدين والدنيا , وبغير ذلك من قضائه وأحكامه فيهم عليما يقول: " ذا علم , ولا تتمنوا غير الذي قضى لكم , ولكن
670
القول في تأويل قوله تعالى: ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم إن الله كان على كل شيء شهيدا يعني جل ثناؤه بقوله: ولكل جعلنا موالي ولكلكم أيها الناس جعلنا موالي , يقول: ورثة من بني عمه وإخوته وسائر عصبته غيرهم
670
القول في تأويل قوله تعالى: والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم اختلفت القراء في قراءة ذلك , فقرأه بعضهم: والذين عقدت أيمانكم بمعنى: والذين عقدت أيمانكم الحلف بينكم وبينهم , وهي قراءة عامة قراء الكوفيين. وقرأ ذلك آخرون: (والذين عاقدت أيمانكم) , بمعنى
673
القول في تأويل قوله تعالى: إن الله كان على كل شيء شهيدا يعني بذلك جل ثناؤه: فآتوا الذين عقدت أيمانكم نصيبهم من النصرة والنصيحة والرأي , فإن الله شاهد على ما تفعلون من ذلك وعلى غيره من أفعالكم , مراع لكل ذلك حافظ , حتى يجازي جميعكم على جميع ذلك جزاءه ,
686
القول في تأويل قوله تعالى: الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا
687
القول في تأويل قوله تعالى: فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله يعني بقوله جل ثناؤه: فالصالحات المستقيمات الدين , العاملات بالخير. كما:
690
القول في تأويل قوله: واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن اختلف أهل التأويل في معنى قوله: واللاتي تخافون نشوزهن فقال بعضهم: معناه: واللاتي تعلمون نشوزهن. ووجه صرف الخوف في هذا الموضع إلى العلم في قول هؤلاء نظير صرف الظن إلى العلم لتقارب معنييهما , إذ كان
696
القول في تأويل قوله تعالى: واهجروهن في المضاجع اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك , فقال بعضهم: معنى ذلك: فعظوهن في نشوزهن عليكم أيها الأزواج , فإن أبين مراجعة الحق في ذلك والواجب عليهم لكم , فاهجروهن بترك جماعهن في مضاجعتكم إياهن
699
القول في تأويل قوله تعالى: واضربوهن يعني بذلك جل ثناؤه: فعظوهن أيها الرجال في نشوزهن , فإن أبين الإياب إلى ما يلزمهن لكم فشدوهن وثاقا في منازلهن , واضربوهن ليؤبن إلى الواجب عليهن من طاعة الله في اللازم لهن من حقوقكم. وقال أهل التأويل: صفة الضرب التي
710
القول في تأويل قوله تعالى: فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا يعني بذلك جل ثناؤه: فإن أطعنكم أيها الناس نساؤكم اللاتي تخافون نشوزهن عند وعظكم إياهن فلا تهجروهن في المضاجع , فإن لم يطعنكم فاهجروهن في المضاجع واضربوهن , فإن راجعن طاعتكم عند ذلك وفئن إلى
713
القول في تأويل قوله تعالى: إن الله كان عليا كبيرا يقول: إن الله ذو علو على كل شيء , فلا تبغوا أيها الناس على أزواجكم إذا أطعنكم فيما ألزمهن الله لكم من حق سبيلا لعلو أيديكم على أيديهن , فإن الله أعلى منكم ومن كل شيء , وأعلى منكم عليهن , وأكبر منكم ومن
715
القول في تأويل قوله تعالى: وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا يعني بقوله جل ثناؤه: وإن خفتم شقاق بينهما: وإن علمتم أيها الناس شقاق بينهما , وذلك مشاقة كل واحد منهما صاحبه ,
715
القول في تأويل قوله تعالى: إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما يعني بقوله جل ثناؤه: إن يريدا إصلاحا إن يرد الحكمان إصلاحا بين الرجل والمرأة , أعني بين الزوجين المخوف شقاق بينهما , يقول: يوفق الله بين الحكمين , فيتفقا على الإصلاح بينهما , وذلك إذا صدق كل
729
القول في تأويل قوله تعالى: إن الله كان عليما خبيرا يعني جل ثناؤه: إن الله كان عليما بما أراد الحكمان من إصلاح بين الزوجين وغيره , خبيرا بذلك وبغيره من أمورهما وأمور غيرهما , لا يخفى عليه شيء منه , حافظ عليهم , حتى يجازي كلا منهم جزاءه بالإحسان إحسانا ,
731
نام کتاب :
تفسير الطبري = جامع البيان - ط هجر
نویسنده :
الطبري، أبو جعفر
جلد :
6
صفحه :
732
««صفحهاول
«صفحهقبلی
جلد :
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
««اول
«قبلی
جلد :
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
فرمت PDF
شناسنامه
فهرست
کتابخانه
مدرسه فقاهت
کتابخانهای رایگان برای مستند کردن مقالهها است
www.eShia.ir