responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الطبري = جامع البيان - ط هجر نویسنده : الطبري، أبو جعفر    جلد : 17  صفحه : 503
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ , فِي قَوْلِهِ: {§وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: 67] قَالَ: «الْقَوَامُ أَنْ يُنْفِقُوا فِي طَاعَةِ اللَّهِ , وَيُمْسِكُوا عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَشِيطٍ، عَنْ عُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ , قَالَ: قُلْتُ لَهُ: مَا الْقَوَامُ؟ قَالَ: «§الْقَوَامُ أَنْ لَا تُنْفِقَ فِي غَيْرِ حَقٍّ , وَلَا تُمْسِكُ عَنْ حَقٍّ هُوَ عَلَيْكَ» . وَالْقَوَامُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ , بِفَتْحِ الْقَافِ , وَهُوَ الشَّيْءُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ. تَقُولُ لِلْمَرْأَةِ الْمُعْتَدِلَةِ الْخَلْقِ: إِنَّهَا لَحَسَنَةُ الْقَوَامِ فِي اعْتِدَالِهَا , كَمَا قَالَ الْحَطِيئَةُ:
[البحر البسيط]
طَافَتْ أُمَامَةُ بِالرُّكْبَانِ آوِنَةً ... يَا حُسْنَهُ مِنْ قَوَامٍ مَا وَمُنْتَقَبَا
فَأَمَّا إِذَا كُسِرَتِ الْقَافُ فَقُلْتَ: إِنَّهُ قِوَامُ أَهْلِهِ , فَإِنَّهُ يَعْنِي بِهِ: أَنَّ بِهِ يَقُومُ أَمَرُهُمْ وَشَأْنُهُمْ. وَفِيهِ لُغَاتٌ أُخَرَ , يُقَالُ مِنْهُ: هُوَ قِيَامُ أَهْلِهِ وَقَيِّمُهُمْ فِي مَعْنَى قَوَامِهِمْ. فَمَعْنَى الْكَلَامِ: وَكَانَ إِنْفَاقُهُمْ بَيْنَ الْإِسْرَافِ وَالْإِقْتَارِ قَوَامًا مُعْتَدِلًا , لَا -[504]- مُجَاوَزَةَ عَنْ حَدِّ اللَّهِ , وَلَا تَقْصِيرًا عَمَّا فَرَضَهُ اللَّهُ , وَلَكِنْ عَدْلًا بَيْنَ ذَلِكَ عَلَى مَا أَبَاحَهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ , وَأَذِنَ فِيهِ وَرَخَّصَ. وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ قَوْلِهِ: {وَلَمْ يَقْتُرُوا} [الفرقان: 67] فَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْمَدِينَةِ: (وَلَمْ يُقْتِرُوا) بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ التَّاءِ مِنْ أَقْتَرَ يُقْتِرُ. وَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْكُوفِيِّينَ {وَلَمْ يَقْتُرُوا} [الفرقان: 67] بِفَتْحِ الْيَاءِ وَضَمِّ التَّاءِ مِنْ قَتَرَ يَقْتُرُ. وَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْبَصْرَةِ: (وَلَمْ يَقْتِرُوا) ، بِفَتْحِ الْيَاءِ وَكَسْرِ التَّاءِ مِنْ قَتَرَ يَقْتِرُ. وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ أَنَّ كُلَّ هَذِهِ الْقِرَاءَاتِ عَلَى اخْتِلَافِ أَلْفَاظِهَا لُغَاتٌ مَشْهُورَاتٌ فِي الْعَرَبِ , وَقِرَاءَاتٌ مُسْتَفِيضَاتٌ وَفِي قُرَّاءِ الْأَمْصَارِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ , فَبِأَيَّتِهَا قَرَأَ الْقَارِئُ فَمُصِيبٌ. وَقَدْ بَيَّنَّا مَعْنَى الْإِسْرَافِ وَالْإِقْتَارِ بِشَوَاهِدِهِمَا فِيمَا مَضَى فِي كِتَابِنَا فِي كَلَامِ الْعَرَبِ , فَأَغْنَى ذَلِكَ عَنْ إِعَادَتِهِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ. وَفِي نَصْبِ الْقَوَامِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا مَا ذَكَرْتُ، وَهُوَ أَنْ يُجْعَلَ فِي كَانَ اسْمُ الْإِنْفَاقِ بِمَعْنَى: وَكَانَ إِنْفَاقُهُمْ مَا أَنْفَقُوا بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا: أَيْ عَدْلًا , وَالْآخَرُ أَنْ يُجْعَلَ بَيْنَ هُوَ الِاسْمِ , فَتَكُونُ وَإِنْ كَانَتْ فِي اللَّفْظَةِ نَصْبًا فِي مَعْنَى رَفْعٍ , كَمَا يُقَالُ: كَانَ دُونَ هَذَا لَكَ كَافِيًا , يَعْنِي بِهِ: أَقَلُّ مِنْ هَذَا كَانَ لَكَ -[505]- كَافِيًا , فَكَذَلِكَ يَكُونُ فِي قَوْلِهِ: {وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: 67] لِأَنَّ مَعْنَاهُ: وَكَانَ الْوَسَطُ مِنْ ذَلِكَ قَوَامًا

نام کتاب : تفسير الطبري = جامع البيان - ط هجر نویسنده : الطبري، أبو جعفر    جلد : 17  صفحه : 503
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست