responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن نویسنده : الهرري، محمد الأمين    جلد : 29  صفحه : 131
فيغيّر العقل، ويعجز النفس، ويشوش الرأي.
{يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ} بالتشديد من التخريب، وبالتخفيف من الإخراب. والإخراب والتخريب بمعنى واحد يقال: خرب المكان خرابًا، وهو ضد العمارة. وقد أخربه وخربه؛ أي: أفسده بالنقض والهدم غير أن في التشديد مبالغة من حيث التكثير، لكثرة البيوت، وهو قراءة أبي عمرو. وفرق أبو عمرو بين الإخراب والتخريب، فقال: خرب - بالتشديد - بمعنى هدم ونقض وأفسد، وأخرب - بالهمزة - ترك الموضع. وقال - أي: أبو عمرو -: وإنما اخترت التشديد لأن الإخراب ترك الشيء خرابًا بغير ساكن.
{فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ}؛ أي: فاتعظوا بحالهم، ولا تغتروا، ولا تعتمدوا على غير الله. اهـ. "بيضاوي". والاعتبار: مأخوذ من العبور والمجاوزة من شيء إلى شيء. ولهذا سميت العبرة عبرة؛ لأنها تنتقل من العين إلى الخد، وسمي علم التعبير؛ لأن صاحبه ينتقل من المتخيل إلى المعقول، وسميت الألفاظ عبارات؛ لأنها تنقل المعاني من لسان القائل إلى عقل المستمع. ويقال: السعيد من اعتبر بغيره؛ لأنه ينقل بواسطة عقله من حال ذلك الغير إلى حال نفسه، ومن لم يعتبر بغيره .. اعتبر به غيره. ولهذا قال القشيري: الاعتبار هو: النظر في حقائق الأشياء وجهات دلالتها؛ ليعرف بالنظر فيها شيء آخر. اهـ. "خطيب". {الْأَبْصَارِ}: جمع بصر، يقال للجارحة: الناظرة، وللقوة التي فيها، ويقال للقلب المدركة: بصيرة وبصر، ولا يكاد يقال للجارحة: بصيرة، كما في المفردات.
{وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ}. الجلاء: الخروج من الوطن والجولان في الأرض. يقال: أجليت القوم عن منازلهم؛ أي: أخرجتهم منها، وجلوا منها خرجوا. وقد فرقوا بين الإجلاء والإخراج من وجهين:

1 - أن الأول لا يكون إلا لجماعة، والثاني يكون لواحد ولجماعة.

2 - أو أن الأول ما كان مع الأهل والولد، والثاني يكون مع بقائهما. وفي "المختار": الجلاء - بالفتح والمد -: الأمر الجلي، تقول منه: جلا الخبر، يجلو جلاء، إذا وضح. والجلاء أيضًا: الخروج من البلد والإخراج أيضًا. وقد جلوا عن

نام کتاب : تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن نویسنده : الهرري، محمد الأمين    جلد : 29  صفحه : 131
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست