responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الحكمة نویسنده : الجرجاني، عبد القاهر    جلد : 1  صفحه : 173
{يَا قَوْمِ} تقديره: يا قومي، إلا أنه اكتفى بكسرة الميم عن الياء، كما تقول: يا ربِّ [1] {ظَلَمْتُمْ} أضررتم بأنفسكم في المآل بسلوك طريق الجَوْر. فقالوا لموسى: فماذا تأمرنا؟ فقال لهم: {فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ} خالقكم من اتخاذكم العجلَ إلهًا. قالوا: وما توبتُنا؟ قال: {فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} ليقتل الذين لم يعبدوا العجل الذين عبدوا العجلَ [2].
والقتل: إتلاف النفس. وقيل المراد به: سَلّموا أنفسكم للقتل، فكان الرجلُ يجلس بفنائه مُحْتَبيًا لتُضْرَبَ عنقُهُ، فإن حَلَّ حِبْوَتَهُ أو دافع لم تُقْبل توبته وإلّا كان كفارة له، فلمّا كان وقت العشية نسخ الله ذلك الحكم ورفع عنهم الإصر.
{ذَلِكُمْ} القتل والتوبة أو أحدهما [3] {خَيْرٌ لَكُمْ} مِنَ الإباء والعناد {عِنْدَ بَارِئِكُمْ} أي: في حكمه [4]، كما يُقال: عند أبي حنيفة [5]. ويُقال

[1] المنادى المضاف إلى ياء المتكلم فيه ست لغات أفصحها: حذفها مكتفيًا منها بالكسرة وهي لغة القرآن والأكثر استعمالًا ومنه هذه الآية {يَا قَوْمِ} الثانية: ثبوت الياء ساكنة، الثالثة: ثبوت الياء مفتوحة، الرابعة: قلبها ألفًا، الخامسة: حذف هذه الألف والاكتفاء عنها بالفتحة كقول الشاعر:
ولستُ براجعٍ ما فاتَ مِنِّي ... بلَهْفَ ولا بِلَيْتَ ولا لَوَنَّي
أي بقولي يا لهفا. السادس: بناء المضاف إليهَا على الضم تشبيهًا بالمفرد كقراءة من قرأ {قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ} [الأنبياء: 112] وهي قراءة أبي جعفر.
[زاد المسير 5/ 399 - أمالي الشجري 2/ 74 - الدر المصون 1/ 360].
[2] صح عن ابن عباس - رضي الله عنهما - ولفظه: أخذ موسى علي بني إسرائيل المواثيق ليصبرنَّ على القتل، فأصبحوا بأفنية بيوتهم محتبين فأتاهم هارون - عليه السلام - واثنا عشر ألفًا لم يعبدوا العجل شاهرين سيوفهم.
[البحر المحيط 1/ 207 - روح المعاني 1/ 260 - الطبري 2/ 75].
[3] (أو أحدهما) ليست في (ن).
[4] في (أ): (حكم).
[5] أبو حنيفة النعمان بن ثابت التيمي الكوفي، قيل: إنه من أبناء الفرس، ولد سنة ثمانين من الهجرة في حياة صغار الصحابة، ورأى أنس بن مالك عند قدومه إلى الكوفة ولم يثبت له الرواية عن واحد منهم. وهو صاحب المذهب وإليه المنتهى في الفقه، قال ابن المبارك: ما رأيتُ رجلًا أوقر في مجلسه ولا أحسن سمتًا وعلمًا من أبي حنيفة.=
نام کتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الحكمة نویسنده : الجرجاني، عبد القاهر    جلد : 1  صفحه : 173
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست