responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الحكمة نویسنده : الجرجاني، عبد القاهر    جلد : 1  صفحه : 169
{فَأَنْجَيْنَاكُمْ} من فرعون ومِنَ الغرق بعد قولكم {إِنَّا لَمُدْرَكُونَ} [1] {وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ} أهلكناهُ وآله حين التطم البحر {وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} إلى التطامه عليهم بعد خروجكم منه. وقيل: إلى أشخاصهم بعد ثلاثة أيام حين لفظهُمُ البحر، وحقيقة النظر: تعمّد الرؤية، وهو مستعمل في العين والقلب والأبصار والرؤية والرأي.
{وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى} وحقيقة الوعد أن يكون للشيء، فإذا كان على الشيء فهو مجاز، والمراد به التخويف بالجائز الممكن [2]، كقوله: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ} [3]، وقال - عليه السلام - في دعائه: "يا من إذا وعد وفى وإذا توعّد عفا" [4]. وموسى اسمٌ أعجمي أصلُهُ: موشي، أي: الماء والشجر [5] لأنهم التقطوه من بين الماء والشجر، فعرّبتهُ العرب. والموعود: ما كان أربعين ليلة من المناجاة ومشاهدة الملكوتِ والآيات وإعطاء التوراة. وقد صام - عليه السلام - وتَنَزَّه عن الشهوات، فكان [6] يصوم نهارًا ثم ينطلق إلى الميقات بأمر ربه ليلًا، وفيه يقول الله تعالى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ} [7] والدليل على أن المراد بالأربعين وقتُ المناجاة دون وقت صومه [8] أنَّ بني إسرائيل

[1] سورة الشعراء: 61.
[2] قوله تعالى {وَاعَدْنَا مُوسَى} إنما هو من باب الموافاة وليس هو من باب الوعد والوعيد في شيء، وإنما هو من قولك: موعدك يوم الجمعة. [القرطبي 1/ 394].
[3] سورة البقرة: 268.
[4] لم أجد له أصلًا في كتب الحديث.
[5] القبط - فيما يروى عنهم - يقولون للماء: مو، وللشجر: شا حتى إذا ما وجد موسى بين الماء والشجر أطلق عليه موشا على لغة الأقباط ثم حولت إلى موسى، وذكر ابن إسحاق نسبه فقال: هو موسى بن عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوى بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام.
[تفسير السمعاني 1/ 481].
[6] في (ي) و (أ) مكان.
[7] سورة الأعراف: 142.
[8] وذهب القرطبي والسمعاني إلى أن المراد بالأربعين انقطاعه إلى الصوم، ولا مانع أن يكون جمع بينهما - أي جمع بين الصوم والمناجاة - ولا منافاة في ذلك. =
نام کتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الحكمة نویسنده : الجرجاني، عبد القاهر    جلد : 1  صفحه : 169
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست