responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الحكمة نویسنده : الجرجاني، عبد القاهر    جلد : 1  صفحه : 149
لأن حية دخلت بإبليس في الجنّة، وهي كانت تخدم آدم وحواء في الجنة ولها قوائمُ وصورة حسنةٌ. ورُوي أنّ إبليس طلب الوصول إلى آدم من خُزَّان الجنة فَأَبوا عليه إلا الطاووس فإنه دلّه إلى الحية، فأتاها وطلب منها الدخول فمكّنتْهُ حتى اختفى [1] في لحييها فدخلت به إليهما, ولم يشعر به سائر الخزنة فمسخ الله الحيّة وسلب قوائمها وجعل أكلَهَا التراب وأخرجها والطاووس من الجنّة وقال للجميع: {اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ}. وقيل: خطابٌ لآدم وحواء ومَنْ في صلبه، كقولك لإنسان: كأني بك وقد تزوجت ووُلِدَ أولادٌ وكَثُرتُم، إذن فيدخل أولاده في الخطاب ولم يكونوا بعد.
ثمّ إنّ أكلَ آدم إنما كان طمعًا في القرب من الله تعالى كالبقاء في جواره أو القدرة على عبادة الله كملائكة الله. وكان ذلك عند غلبة الحرص وزوال التمالك، قال الله تعالى: {وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} [2]. فإن قيل: هل يجوزُ أن يعتقد نبيٌّ بأن [3] الله تعالى نهاه عما فيه صلاحُهُ؟ قلنا: يجوز بأن يعتقد بأن الله نهاه عما فيه صلاحٌ من وجه وفسادٌ من وجه آخر، كقتل موسى القبطيَّ حيث صار سببًا لملاقاته شعيبًا ومفارقته فرعون، وكشُرْبِ أبي طيبة الحجّام [4] دم [5] النبي - صلى الله عليه وسلم - صار سببًا لحرمة جسمه [6] على

= الضمير لأنهما أصلا الجنس، فكأنهما الجنس كله، ويدل له قوله تعالى في سورة طه: {اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا} [طه: 123] وهو اختيار الفراء، وأما الطاووس الذي ذكره المؤلف فلم أجد له أصلًا والله أعلم.
[تفسير القرطبي 1/ 218 - تفسير ابن أبي حاتم 1/ 89 - روح المعاني 1/ 236].
[1] في (أ): (اختبأ).
[2] سورة طه: 115.
[3] (بأن) ليست في (ب).
[4] أبو طَيْبة الحجام الأنصاري مولى بني حارثة، قيل اسمه دينار، وقيل: نافع، وقيل: ميسرة، ورد في الصحيحين من حديث أنس وجابر - رضي الله عنهما - أنه كان يحجم النبي -صلى الله عليه وسلم-.
[البخاري (4/ 458)؛ مسلم (4/ 1730)؛ الاستغناء لابن عبد البر (1/ 198)؛ أسد الغابة (6/ 183)].
[5] في (أ): (دون) بدل (دم) وهو خطأ.
[6] (جسمه) ليست في (ن).
نام کتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الحكمة نویسنده : الجرجاني، عبد القاهر    جلد : 1  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست