responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الحكمة نویسنده : الجرجاني، عبد القاهر    جلد : 1  صفحه : 129
فكانت أدلَّ على البناء {وَأُتُوا بِهِ} بالرزق {مُتَشَابِهًا} متجانسًا، دون مشتبه، إذ الإنسان على الشيء المألوف أقدر، وإذا وجد فيه فصلَ لذةٍ كان أَسرَّ. {وَلَهُمْ} الواو للاستئناف {فِيهَا أَزْوَاجٌ} حواري، واسم الزوج يشمل على الذكر والأنثى [1] قال الله: {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ}. {مُطَهَّرَةٌ} من الحيض والنفاس والأخلاق الردية والآفات. والوصفُ بالطهر أبلغ من الوصف بالحُسْن, لأن الحُسْنَ ربما يتضمن خُبثًا، قال - صلى الله عليه وسلم -: "إياكم وخضراء الدِّمن" [2]. {خَالِدُونَ} دائمودن مقيمون، لا يموتون ولا يخرجون منها أبدًا. {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي} نزلت في المنافقين. قال ابن عباس وابنُ مسعود: إن الله لما ضرب المثلين اللذين سبق ذكرهما، قالوا: إنَّ الله أعلى وأجلُّ من أن يضرِبَ هذه الأمثال، فأنزل الله الآية [3]. وقال

[1] الزوج يستعمل في الذكر والأنثى وشواهد ذلك كثيرة في القرآن، فإطلاقها على الأنثى قوله تعالى: {وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا ...} [النساء: 20] وقوله: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} [البقرة: 35]. ومن الثاني قوله تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} [المجادلة: 1]. ثم استعملت التاء في الأنثى للتفريق بينها وبين الذكر فقيل (زوجة) لا سيما في علم الفرائض (المواريث) خاصة كما ورد في غير المواريث، ومنه حديث عمار بن ياسر في صحيح البخاري: "إني لأعلم أنها زوجته في الدنيا والآخرة" يعني عائشة - رضي الله عنها -. وفي حديث أنس بن مالك عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنها زوجتي" أخرجه مسلم في صحيحه.
ومنه قول الفرزدق:
وإنَّ الذي يسعى ليفسِدَ زوجتي ... كساعٍ إلى أُسدِ الشرى يَسْتَمِيْلُها
وقول الشاعر:
فبكى بناتي شجوهنَّ وزوجتي ... والظاعنون إلى ثم تصدعوا
[مقدمة المفسرين للبركوي 1/ 344 - التحرير والتنوير 1/ 357].
[2] هذا الحديث رواه الرامهرمزي في "أمثال الحديث" (84)، والدارقطني في الأفراد، والخطيب في "تالي تلخيص المتشابه" (309)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (957)، ومداره على الواقدي، وقد حكم عليه الدارقطني وغيره أنه لا يصح من وجه. وتمام الحديث: قالوا: يا رسول الله: وما خضراء الدمن؟ قال: "المرأة الحسناء في منبت السوء".
[3] أما عن ابن مسعود فهو عند الطبري (1/ 423) وأما عن ابن عباس فعزاه السيوطي في الدر (1/ 41) للطبري وابن أبي حاتم، وعن ابن عباس عند الواحدي (ص 14)، وهي طريقة واهية لأنها من طريق الكلب ي، هكذا حكم ابن حجر عليه في العجاب (1/ 246).
نام کتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الحكمة نویسنده : الجرجاني، عبد القاهر    جلد : 1  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست