responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر نویسنده : الجرجاني، عبد القاهر    جلد : 1  صفحه : 756
بلجامها وسفيان بن الحارث [1] بن عبد المطّلب آخذا بثغرها، وعليّ يقاتل بين يدي رسول الله، فأمر مالك بن عوف جموعه أن يحملوا على المسلمين حملة واحدة لم يقم لها المسلمون وانكشفوا عن رسول الله [2]، وكان كما قال الله تعالى: {ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ.} وإنّما ابتلوا [3] لكلمة عبّاس وإعجابه بالكثرة، وكما كان عبّاس أعجب بالكثرة كان كثير من النّاس أعجبوا بها، فلم يبق مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلاّ عبّاس وعليّ والفضل [4] بن عبّاس وسفيان بن الحارث بن عبد المطّلب وربيعة بن الحارث وأيمن بن عبيدة وأسامة بن زيد ورجل آخر، وفي ذلك يقول ابن [5] عبّاس: [من الطويل]
نصرنا رسول الله في الحرب سبعة … وقد فرّ من قد فرّ منهم فأقشعوا
وثامننا لاقى الحمام بسيفه … بما مسّه في الله لا يتوجّع
وفرح أبو سفيان بن حرب ومن معه من طلقاء مكّة فشمتوا بالمسلمين، وقال أبو سفيان:
اليوم بطل السّحر، فقال [6] له صفوان بن أميّة وهو كافر: فضّ الله فاك لأن يربّنا رجل من قريش خير من أن يربّنا رجل من هوازن. ثمّ أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عمّه عبّاسا لينادي بالأنصار، وكان جهوريّ الصّوت، فقال: يا أصحاب بيعة العقبة ويا أصحاب بيعة الشّجرة ويا أصحاب سورة البقرة، فعرفوا صوته ورجعوا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم [7]. ونزل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن بغلته وسلّ سيفه وباشر الحرب بنفسه، وكان يقول: (أنا النّبيّ لا كذب أنا ابن عبد المطّلب)، فأنزل الله سكينته عليه وعليهم وأنزل جنودا لم تروها، وهزم الكفّار بعد أن قتلوا منهم مقتلة عظيمة حتى أنّ الرّجل الواحد من المسلمين قد تولّى قتل ثلاثين، أربعين، خمسين نفسا من الكفّار. والتجأ مالك بن عوف إلى الطّائف مذعورا مدحورا في نفر يسير من الأشقياء، وغنم المسلمون أموالهم ونساءهم وذراريهم، وبلغ عدد السّبي ستّة آلاف رأس. وعثر رجل من الأنصار على دريد بن الصمة يريد قتله، قال دريد: ومن أنت؟ فتعرّف له الرّجل، قال [8] دريد: أما إنّي قد أنعمت على [9] (138 ظ) أمّهاتك وفككت من الرّقّ ثلاثا من جدّاتك قبل أن خلقت، وسمّاهنّ له،

[1] (بن الحارث) ساقطة من ك.
[2] (عن رسول الله) ليس في ب.
[3] في الأصل وع وب: ابتلوه.
[4] في ب: والفضلين.
[5] لعلها مقحمة؛ لأن الشعر نسب إلى العباس بن عبد المطلب في الجليس الصالح 1/ 397، ومجمع البيان 5/ 34 - 35، وتفسير القرطبي 8/ 98. وأقشع القوم: تفرّقوا، لسان العرب 8/ 274 (قشع).
[6] في ب: وقال.
[7] (ويا أصحاب سورة البقرة. . . صلّى الله عليه وسلّم) ليس في ب.
[8] في ع: قيل.
[9] في ب: منعت، بدل (أنعمت على)، وبعدها: وملكت، بدل (وفككت).
نام کتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر نویسنده : الجرجاني، عبد القاهر    جلد : 1  صفحه : 756
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست