تسببت عن عدم انذارهم، فكل أمة انقطع عنها الإنذار وترك فيها التذكير واقعة في الغفلة لا محالة. ولا كان ترك الإنذار والتذكير موقعا في الغفلة فالإنذار والتذكير يزيلانها، فقد عرفتنا الآية الكريمة بسبب الغفلة وبعلاجها لنحذر سببها ونعالج أنفسنا وغيرنا بعلاجها.
تطبيق:
كان الناس منذ زمن قريب لا يسمعون ولا يسمع منهم لفظ الاهتداء بهداية القرآن العظيم والاقتداء بهدى الرسول الكريم- صلى الله عليه وآله وسلم- والسير بسيرة السلف الصالح في النهوض بأعباء الدنيا والدين وهم- إلاَّ قليلا- عن هذا غافلون، أما اليوم بعد أن نهض العلماء المصلحون بواجبهم ونشروا دعوة الحق في قومهم فقد أصبح ذلك معروفا عند أكثر الناس محن [1] وعناية طلاب العلم ومناط رغبتهم وفي متناول الناس بجميع طبقاتهم وانا لنرجو من فضل الله المزيد، ونشاهد ذلك- والحمد لله- كل يوم يزيد فالحمد لله على ما علَّم وألْهم وبصَّر ويسَّر. نسأله دوام التوفيق والتسديد رب العالمين [2]. [1] كذا في الأصل. [2] ش: ج 3، م 10، ص 90 - 99.
غرة ذي القعدة 1352هـ - 5 فيفري 1934م.