جملة هو {تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ} [1] بينت وجه استقامة ذلك الصِّراط الذي هو الإسلام بأنه تنزيل العزيز الرحيم، وأفادت أن جميع هذا الدين وحي من الله منزل على نبيه- صلى الله عليه وآله وسلم- وهذا لأن مرجع الإسلام في أصوله وفروعه إلى القرآن وهو وحي من الله والى السنة النبوية، وهي وحي أيضا لقوله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [2] وكل دليل من أدلة الشريعة فانه يرجع إلى هذين الأصلين ولا يقبل الا إذا قبلاه ودلا عليه. وكل شيء ينسب للإسلام، ولا أصل له فيهما فهو مردود على قائله، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ».
الإسلام دين العز والرحمة:
ذكر من أسمائه تعالى في هذا الموطن العزيز: {الرَّحِيمِ} للتنبيه على أن هذا الدِّين الذي نزَّله الرب الموصوف بالعزة والرحمة هو دين عزة ورحمة.
ومن مقتضى العزة: القوة والمنعة والرفعة، ومن مقتضى الرحمة: الفضل، والخير، والمصلحة. وهذه كلها متجلية في أحكام الإسلام.
والعدل والاحسان اللذان أمر الله بهما وأنبنت أحكام الإسلام عليهما [1] 36/ 5 يس. [2] 53/ 4 - 5 النجم.