ما خفي وجهه على الأمم الأجنبية عن الإسلام أيام تاريخها، قد ظهر لها فضله ونفعه أيام تقدمها، فجاء كبراء عقلائها يعترفون فيها بصواب ما شرعه فيها الإسلام، ثم هم يعجزون عن تطبيقها على أممهم للمادة الغالبة والوراثة القديمة، منها مسألة الطلاق وتعدد الزوجات وتحريم الربا تحريما باتا، فكم من عالم غير مسلم صرح بأنَّ الحق والعدل والخير للإنسانية في هذه المسائل هو ما شرعه الإسلام على الوجه الذي شرعه الإسلام.
فهذه الاستقامة التامة العامة المطردة في شرع جاء به رجل أمي من أمة أمية جاهلية يجزم كل عاقل بأنه ليس من وضع العباد وإنما هو من وضع خالق العباد [1]. [1] ش: ج2، م 10، ص 47 - 57 غرة شوال 1352 - جانفي 1934.