الأصلية العامة. وبالخفض عطفا على الرؤوس فيفيد مسح الأرجل وتلك هي حالة الرخصة عند لبس الخفاف. فتكون هذه الآية باحتمالها مفيدة تنزههم عن شهود الباطل وعن شهادته.
موعظة:
قال جار الله في الكشاف عن هؤلاء الموصوفين من عباد الرحمن: إنهم ينفرون عن محاضر الكذابين ومجالس الخطائين فلا يحضرونها ولا يقربونها تنزها عن مخالطة الشر وأهله، وصيانة لدينهم عما يثلمه، لأن مشاهدة الباطل شركة فيه، ولذلك قيل في النظارة إلى كل ما لم تسوغه الشريعة هم شركاء فاعلية في الإثم لأن حضورهم دليل الرضا به وسبب وجوده والزيادة فيه لأن الذي سلط على فعله هو استحسان النظارة ورغبتهم في النظر إليه. وهذا كما قال فإن حضور مشاهد الباطل إقرار لأهلها عليها وترك للنهي عن المنكر، وقد قال الله تعاله: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ} (1) وقال: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} (3) فتعم الآية كل ظالم فلا تجوز لأحد مجالستهم مع ترك النكير عليهم، ولا
(2) 5/ 82 - 82 المائدة.
(2) 68/ 6 الأنعام.