مستدل عليه بما يشاهد من أخذ الشفق في المغيب إلى أن يغيب بتمامه، ولا شك أن ذلك نتيجة ميلها من وراء الأفق، فالصلوات الأربع على هذا واجبة لدلوك الشمس، وأما غسق الليل، فهو اشتداد ظلمته، وذلك يكون على أتمه بعد مضي الثلث الأول من الليل، فيكون غسق الليل بهذا المعنى خارجاً عن حكم ما قبل إلى، لأن وقت العشاء ينتهي بانقضاء الثلث الأول، فالأوقات عند غسق الليل.
تفسير نبوي:
أخرج البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - قال. سمعت رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم - يقول: تفضل صلاة الجميع صلاة أحدكم وحده بخمس وعشرين جزءاً، وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار، في صلاة الفجر، ثم يقول أبو هريرة: فاقرؤوا إن شئتم {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}. فاستشهد أبو هريرة بالآية على الحديث ليبين أنه تفسير لها، وأن صلاة الفجر مشهودة تشهدها ملائكة الليل، وملائكة النهار. وجاء هذا عند أحمد عن ابن مسعود مرفوعاً إلى النبي- صلى الله عليه وسبلم-. وجاء اجتماع الملائكة بأبسط من هذا عند مالك رحمه الله فأخرج في موطئه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم كيف تركتم عبادي فيقولون تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون.
إستنباط:
من تخصيص صلاة الفجر بجملة التذييل المؤكدة، وما اشتملت عليه من هذه المزية، أخذ جماعة من أهل العلم أفضليتها