نام کتاب : أرشيف ملتقى أهل الحديث - 1 نویسنده : ملتقى أهل الحديث جلد : 128 صفحه : 416
وبعد أن أثبتنا أن الحديث من الناحية الإسنادية هو فى أعلى درجات الصحة، فلننظر إذن من ناحية المتن، ولنرى هل فعلاً أن نص الحديث الشريف يتعارض مع الآية القرآنية الكريمة كما يدعى أم لا؟
وأقول إنه قد ألبس على الناس بفهمه الخاطئ ربما عن عمد أو عن جهل وأخذ يدعى أن هناك تعارضاً بين الآية الكريمة والحديث الشريف. وخالف ما اعتاد الناس على فعله منذ عهد النبى صلى الله عليه وسلم حتى الآن مصداق قول النبى صلى الله عليه وسلم: (أناس يهدون بغير هديي ويستنون بغير سنتي، تعرف منهم وتنكر) [متفق عليه من حديث حذيفة بن اليمان]
إن اعتزال الرجال عن النساء يكون على مرتبتين يمكن فهمها كالآتى:
الأولى: اعتزال كامل أى عن الجماع الكامل ويشمل الإيلاج وعن الاستمتاع بالجسد دون الإيلاج وعن المؤاكلة والمشاربة وغيرها من أنشطة الحياة كما كان يفعل اليهود كما ورد فى سنن أبى داود.
الثانية: اعتزال وسط أى مباشرة من غير جماع. يعنى كل شئ إلا الجماع أى دون إيلاج، ولا يكون هذا إلا من فوق الإزار وخاصة لمن لا يملك إربه.
وقد فسر منصور الاعتزال فى الآية الكريمة على أنه: (عدم الاقتراب منهن جنسيا بأى كيفية) وهذا كلام عجيب جداً من عدة وجوه:
أولاً: أنه لم يفهم معنى الاعتزال كما ورد من الآية الكريمة.
ثانياً: أنه حمل الكلام على معنى معين دون المعنى الآخر وبدون قرينة.
فلو أمعن النظر فى الآية وفى الحديث لعلم خطأه وعلم أنه لا تعارض بينهما البتة.
فالآية تفيد:
1 - الاعتزال فى المحيض (فاعتزلوا النساء): والاعتزال هنا عام وغير مقيد بشئ، يعنى يفيد الاعتزال كاملاً حتى عن الأكل والشرب واللقاء المرئى.
2 - عدم الاقتراب منهن حتى يطهرن (ولا تقربوهن حتى يطهرن): وعدم الاقتراب هنا أيضاً عام ويشمل عدم مؤاكلتهن أو مشاربتهن .... إلخ.
3 - الإتيان فى الموضع الذى أمر الله به بعد التطهر (فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله)، وهنا يتضح معنى الاعتزال المطلوب من خلال فهمنا لمعنى الإتيان حيث يكون الإتيان (من حيث أمركم الله) أى أنه تم تقييد معنى الاعتزال العام إلى المعنى الخاص الذى هو يشمل المؤاكلة والمشاربة وكذا المباشرة دون الإيلاج حيث تم تقييده بقوله: (فأتوهن من حيث أمركم الله)، والموضع الذى أمرنا أن نأتى النساء فيه هو الفرج، وهو الذى كان عليه مدار الاعتزال وليس سواه، فاتضح لنا أن الآية بذاتها – بعيداً عن الحديث - تخبر بهذا أى أن الاعتزال المطلوب هو الاعتزال عن الفرج فقط وليس الاعتزال بالمعنى الذى وصفه هو سابقاً.
ومن هنا يتضح لنا كذب ادعائه بأن هذا الحديث مكذوب (من خلال عرض أسانيد الحديث)، كما يتبين لنا خطؤه فىدعوى التعارض بين الآية والحديث.
وناهيك عن كثرة تعريضه بالكلام واستخدامه لكلمة (جنسياً) بكثرة وفى غير موضعها.
والتعريض بشخص النبى صلى الله عليه وسلم فرغم كثرة طرق الحديث عن عدد من أمهات المؤمنين وغيرهن من الصحابة إلا أن أحدا ًمنهم لم يذكر كلمة (جنسياً) التى استخدمها أ. صبحى م. استخداماً سيئاً يوحى بالتعريض والتهكم.
يتبع إن شاء الله ....
ـ[أبو جهاد الأنصاري]ــــــــ[01 - 07 - 10, 01:46 ص]ـ
فهذا هو الحديث الذى ساقه إلينا ليدلل به على صحة مذهبه الفاسد يتبين لنا أن هذا الحديث فى أعلى درجات الصحة الإسنادية للأسباب الآتية:-
1 - قد أخرجه الجماعة (البخارى ومسلم وابو داود والترمذى والنسائى وابن ماجة) والإمام أحمد بن حنبل ويندر أن يوجد كتاب من كتب السنة لم يخرج هذا الحديث بإسناد المصنف إلى النبى صلى الله عليه وسلم.
2 - أنه حديث متفق عليه أى فى الصحيحين (البخارى ومسلم).
¥
نام کتاب : أرشيف ملتقى أهل الحديث - 1 نویسنده : ملتقى أهل الحديث جلد : 128 صفحه : 416