responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أرشيف ملتقى أهل الحديث - 2 نویسنده : ملتقى أهل الحديث    جلد : 58  صفحه : 47
تخريج موسع لواقعة التحكيم بين عليّ ومعاوية / بقلم د. إسلام طعيمة

ـ[أبو يوسف القويسني]ــــــــ[31 - 01 - 08, 04:31 م]ـ
واقعة التحكيم بين أراجيف الكذابين ووضع الشيعة المتعصبين

بقلم د. إسلام طعيمة

بسم الله الرحمن الرحيم

فإني قد سبق وجلَّيتُ في مقالٍ لي سابق ضوابط التصنيف والكتابة بشأن التاريخ الإسلامي , وأبرزتُ المنهاج المستقيم الذي حرَّرهُ لنا علماءُ الحديث المتقدمين في قراءة التاريخ الإسلامي بعيداُ عن أكاذيب الأفَّاكين والمتعصِّبين بالنظر إلى الإسناد الذي سيقت به الرواية والحكم على رواتِهِ الذين طار علماءُ الجرح والتعديل في الآفاق ليستقصوا أحوالهم ويراقبوا عبادتهم بل ويمتحنوا حفظهم وضبطهم وإتقانهم ثم يحرَّروا لهم التراجم , فيحكمون على الإسناد تبعاً لأحوال أولئك الرواة بما يستحقّه من صحةٍ أو ضعفٍ أو بطلان تبعاً لقواعد العلم الشريف الذي حُفظت به سنة النبي (صلى الله عليه وسلم) بأكملها من التشويه أو التحريف ألا وهو علم الحديثِ , هذا العلم الذي هو هدايةُ الله -عز وجل- لهذه الأمة إذ لم يوجد له أدنى مثيل في تاريخِ أمَّةٍ من الأمم التي نال التحريفُ والتزييفُ كتبها وعقائدها , وبلغ من حبكةِ هذا العلمِ وروعةِ اتقانهِ أن قال المستشرق الحاقد على الإسلام وأهلِهِ "بنجوريوث": ليهنأ المسلمون بعلمِ حديثهم!
وسأقف الآن مع واقعةٍ باطلة -على شهرتها- قد ذكرتها بعض كتب التاريخ وتلقفها أحدُ الحمقى من الكتَّاب المعاصرين في كتابين له أسماهما "الفتنة الكبرى" و"علي وبنوه" فضخَّمها وهوَّل من شأنها ثم اتخذ منها ذريعة للطعن في صحابة النبي (صلى الله عليه وسلم) والزعم الكاذب بأنهم كانوا طلابُ دنيا , على السلطةِ يتنافسون وعلى حطام الدنيا يتقاتلون وبسبيلها ببعضهم البعض يفتكون!
والحق أنه توكَّأ بجهلِهِ الفاضح وحقدِهِ الطافح على رواية باطلة الإسناد لا تساوى فِلساً عند علماء الحديث! ولشديد الأسف فقد درَّسوها لنا مراراً وتكراراً في المرحلة الإعدادية .. !

وخلاصة هذه الواقعة:
" أنَّ الناس قد انتخبوا عمرو بن العاص وأبا موسى الأشعريّ للتحكيم بين عليّ ومعاوية, فالتقيا بدومة الجندل واتفقا على خلعِ عليّ بن أبي طالب ومعاوية بن سفيان ثم جعل الأمرِ شورى بين المسلمين ,
وأن أبا موسى كان "مغفَّلاً! " فحذَّرهُ ابنُ عباسٍ من "غدرِ" عمرو بن العاص ,
وتكلَّمَ أبو موسى فقال: إني قد خلعتُ علياً ومعاوية كما أخلعُ من إصبعي هذا الخاتم وأجعلُ الأمر للمسلمين ,
ثمَّ تكلَّم عمرو بن العاص فخدعَ أبا موسى! وقال: إن هذا قد خلعَ صاحبهُ كما سمعتم وأنا أثبتُ صاحبي!
فقال له أبو موسى: غدرتَ وفجرت! إن مثلَكَ كمثلِ الكلبِ إن تحمل عليه يلهث أو تتركهُ يلهث!
فردَّ عليه عمرو قائلاً: إنَّ مثَلَك كمثلِ الحمارِ يحملُ أسفاراً!
وتزعمُ -كذا- أنَّ علياً كان يقنتُ بعدها في صلاةِ الغداةِ فيلعن عَمْراً ومعاوية! وأنَّ معاوية كان هو الآخر يلعنُ علياً وابن عباس! " اهـ

قلتُ: (القائل إسلام): وهذه الواقعة إسنادها باطل -على شهرتها- , وقد جاءت من طرقِ عدَّة تدور على الضعفاءِ والكذَّابين والمتروكين وهاكم تحقيقنا لها:

الطريق الأول

أخرجه ابن سعد فى "الطبقات الكبرى" (4/ 256) ومن طريقِهِ أخرجه ابن عساكر فى "تاريخ دمشق" (46/ 172) عن محمد بن عمر عن أبي بكر بن عبد الله بن أبى سبرة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن عمرو بن الحكم

قلت (القائل إسلام): وهذا إسنادٌ ساقطٌ قد تسلسل بالكذَّابين والضعفاء! وبه ثلاثُ علل:

العلة الأولى:
محمد بن عمر وهو الواقدى شيخ ابن سعد
قلتُ: وقد ترجم له المزّي في "تهذيب الكمال" (26/ 180 - 194) ونقل فيه أقوال العلماء:
قال أحمد بن حنبل: هو كذاب!
قال البخاري: متروك الحديث! تركه أحمد، وابن نمير، وابن المبارك، وإسماعيل بن زكريا.
وقال يحيى بن معين: ضعيف.
وقال مسلم: متروك الحديث.
وقال النسائي: ليس بثقة!
وقال الحاكم أبو أحمد: ذاهب الحديث! " اهـ.

والعلة الثانية:
أبي بكر بن عبد الله بن أبى سبرة
قلتُ: قد ترجم له ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (66/ 29) ونقل فيه أقوال أهل العلم:
فقال فيه أحمد بن حنبل: ليس بشئ كان يضعُ الحديثَ ويكذِب!
وقال يحيى بن معين: ليس حديثه بشئ!
وقال ابن المديني: منكر الحديث.
¥

نام کتاب : أرشيف ملتقى أهل الحديث - 2 نویسنده : ملتقى أهل الحديث    جلد : 58  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست