responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أرشيف ملتقى أهل الحديث - 5 نویسنده : ملتقى أهل الحديث    جلد : 90  صفحه : 109
تقدم الدراسة الاستقصائية التحليلية لمكتبات الدولة السعودية الأولى المخطوطة، وعوامل انتقالها واندثارها بعد سقوط الدرعية على يد قوات إبراهيم باشا المصري العام 1818م للباحث حمد العنقري والصادرة عن دارة الملك عبد العزيز بالرياض في نحو ستمائة صفحة من القطع الكبير المتضمن صورا أصلية للمخطوطات والوثائق، وصفا دقيقا للمسار الفكري والمعرفي الذي رافق بناء الدولة السعودية وبداية الدعوة الإصلاحية للشيخ محمد بن عبد الوهاب.

ومع أن دراسة المخطوطات من حيث محتواها وأوضاع انتقالها وعوامل اندثارها بالإضافة لدراسة واقيات المكتبات وخزائن الكتب من حيث حرف الوراقة والنساخ والمناولة يعد جزءاً أصيلا في دراسات التاريخ الثقافي، إلا أنه أيضاً يحمل دلالات عميقة لطبيعة البنية المعرفية التي كانت سائدة في تلك الحقبة ويكشف عن الجهد الفكري الذي أسند المشروع السياسي للدولة السعودية الأولى ويكشف بجلاء أهمية المذهب في خدمة الدولة.

تشير مقدمة الدراسة إلى أن الباحث بدأ عمله الضخم بسؤال عن مهنة الوراقة والوراقين في الدرعية وهو بذلك السؤال يؤكد على إشارة أوردها مؤرخ نجد عثمان بن بشر في كتابه بعنوان "المجد في تاريخ نجد"، (ج ص 455 - 456)، وفيها كان - بحسب الباحث - يتحدث عن شخصية الزللي قاضي حملة حسين بك على نجد.

المسألة المهمة في هذه الدراسة ترتبط في مقدرة الباحث على تعقب مسار المخطوطات ومآلها والموقف الرسمي العثماني منها، وإذا كانت الثقافة العربية الإسلامية تحتفظ في ذاكرتها للمغول حين دخلوا بغداد بأنهم أحرقوا الكتب، وأن ماء دجلة أسود، فإن الباحث بعد أن يشير لحوادث اخرى في التاريخ تظهر تعامل الجيوش الغازية مع الكتب والتراث الفكري (ص 43 هامش 80) بين أن إبراهيم باشا وعقب إسقاط الدرعية بحسب الذاكرة الشعبية حمل معه عند مغادرته الدرعية كل ما وجده فيها من الكتب، وعند وصوله مدينة حريملاء انتقى منها عشرة أحمال وأحرق الباقي، ويشير الباحث إلى أن هناك إشارات ودلالات على وجود وثائق ورسائل وكتب كانت تحويها خزائن الدرعية. ولم يبق لها أثر بعد سقوطها، ولذا فإن الباحث يقيم سؤاله هنا، أين ذهبت كتب محمد بن عبدالوهاب ورسائله التي كتبها بخط يده؟ وأين انتهت رسائل أقرانه إليه؟

هذه الأسئلة والرسائل يمكنها لو ظلت ولم تحرق أو تتلف أن تبين لنا طبيعة الجدل الفكري والثقافي في المنطقة، وأن تقدم لنا وصفاً دقيقاً للموقف الرسمي في المنطقة من الدعوة الوهابية الإصلاحية وأن تقدم لنا وصفاً دقيقاً للموقف الرسمي العثماني من محمد بن عبد الوهاب، والذي ظهر بموجب الدراسة موقفاً متشدداً حيث شطبت كلمة عبد الوهاب من أي مخطوط بقي، وصدر أمر سلطاني باستبدال كلمة الوهابي "بالخارجي" إمعاناً بالمحاربة والرفض ومقاومة نمو الدعوة الوهابية والدولة السعودية الاولى. كما تم إبعاد عدد من العلماء الهنود السلفيين بمن سلكوا منهج ابن عبد الوهاب العام 1873م والدراسة تقدم اشارات حول انتقال عدد من اسرة آل سعود لمصر ورحيل قسم من نجد إلى الحجاز وتتبع مآل العلماء الغنائم التي حظي بها الجيش المصري عندما أسقط الدرعية وأنهى الدولة السعودية الأولى العام 1818م. (ص41 - 44)

الكتاب يكشف عن كتب الدرعية وخزائنها سواء كانت لمحمد بن عبد الوهاب أو تلك التي حوتها خزائن العائلات والأسر العلمية أمثال آل سعود وآل محمود وآل مطلق وآل معمر وآل كثير وآل مشرف وآل ناصر وآل الملا وآل العدساني وغيرهم، وتبين الدراسة محتويات مكتبات الأفراد، ومنها مكتبة إبراهيم بن جديد وإبراهيم بن سعيد وأحمد بن ضاحي وغيرهم، وهو ما يشير إلى البيئة المعرفية والنشاط الثقافي في مجتمع الدرعية.

دراسة العنقري والتي لا تخلو من مقدمات مطولة وتفاصيل، من مثل الحديث عن تاريخ الدرعية ونجد والحجاز، لكنها برغم مقدماتها المطولة تميزت بأنها اعتمدت الأرشيف العثماني مصدراً لها من خلال وثيقة عثمانية خاصة بمصير المخطوطات. وبحسب الدراسة فإنه بعد الصلح الذي عقده إبراهيم باشا مع آخر أئمة الدرعية عبدالله بن سعود سُلمت الدرعية إلى إبراهيم باشا الذي دمرها واستتبع ذلك بجمع كل ما استطاعت القوات العثمانية أخذه. ونقل إلى المدينة المنورة مجموعة من الكتب سلمها إبراهيم باشا لإسماعيل آغا ناظر الأبنية في المدينة المنورة (ص،
¥

نام کتاب : أرشيف ملتقى أهل الحديث - 5 نویسنده : ملتقى أهل الحديث    جلد : 90  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست