responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجلة الرسالة نویسنده : الزيات باشا، أحمد حسن    جلد : 505  صفحه : 27
أن نسلم على سكينة بنت الحسين فلعلها أن تكون سبباً لما أردتم. قالوا: نعم الرأي. وانطلقوا فاستأذنوا. فخرجت جارية وأعلمت مولاتها بقدومهم. فأذنت لهم فقصدت حيث تراهم ولا يرونها وتسمع كلامهم. أخرجت إليهم جارية وضيئة قد روت الأشعار والأحاديث، فقالت: آيكم الفرزدق؟ قال: أنا. قالت: أنت القائل:
هما دلتاني من ثمانين قامة ... كما انقض باز أقتم الريش كاسره
قال: نعم. قالت: ما وفقت ولا أصبت. أما آيست من تعريضك بعودة صدق محمودة؟ ما دعاك إلى إفشائها سرك وسرها؟ أفلا سترت على نفسك وعليها؟ خذ الألف درهم وانصرف. ثم دخلت وخرجت، وقالت: آيكم جرير؟ قال جرير: هاأنذا. قالت: أأنت القائل؟:
طرقتك صائدة القلوب وليس ذا ... وقت الزيارة فأرجعي بسلام
قال الجرير: أنا قلته. قالت: فما أحسنت ولا أجملت ولا صنعت صنع الحر الكريم حين رددتها، وقد تجشمت إليك هول الليل. أفلا أخذت بيدها ورحبت بها وقلت لها (نفسي فداؤك فادخلي بسلام. خذ هذه الألفين والحق بأهلك. ثم انصرفت إلى مولاتها ثم عادت فقالت: آيكم القائل:
ولولا أن يقال صبا نصيب=لقلت بنفسي النشء الصغار
بنفسي كل مهضوم حشاها ... إذا ظلمت فليس لها انتظار
قال نصيب: أنا قلته. قالت: غزلت وأحسنت ولا كرمت، لأنك صبوت إلى الصغار وتركت الناهضات بأحمالها. خذ هذه السبعمائة درهم فاستعن بها. ثم انصرفت إلى مولاتها ثم عادت فقالت: آيكم القائل:
وأعجبني يا عز منك خلائق ... كرام إذا عد الخلائق أربع
دنوك حتى يدفع الجاهل الصبا ... ودفعك أسباب المنى حين يطمع
وإنك لا تدري كريماً مطلته ... أيشتد إن لاقاك أو يتضرع
قال كثير: أنا قلته. قالت: غزلت وأحسنت. خذ هذه الثمانمائة درهم فاستعن بها. ثم انصرفت إلى مولاتها ثم خرجت فقالت: أيكم القائل:
لكل حديث بينهن بشاشة ... وكل قتيل بينهن شهيد

نام کتاب : مجلة الرسالة نویسنده : الزيات باشا، أحمد حسن    جلد : 505  صفحه : 27
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست