نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 983
فتاوى ومقالات أهل العلم في نقد التفسير بالنظريات الحديثة
ـ[أم محمد]ــــــــ[13 - 07 - 2011, 03:17 م]ـ
البسملة1
فتاوى ومَقالات أهلِ العِلم في نَقدِ
التَّفسيرِ بالنَّظريَّات الحدِيثةِ *
العلامَّة الفقيه المفسِّر محمَّد بن صالح العثيمين
-رحمه الله-
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- ([1]):
هل يجوز تفسير القرآن الكريم بالنظريات العلمية الحديثة؟
فأجاب بقوله:
تفسير القرآن بالنظريات العلمية له خطورته، وذلك أننا إذا فسرنا القرآن بتلك النظريات، ثم جاءت نظريات أخرى بخلافها؛ فمقتضى ذلك أن القرآن صار غير صحيحٍ في نظر أعداء الإسلام، أما في نظر المسلمين؛ فإنهم يقولون إن الخطأ مِن تصور هذا الذي فسّر القرآنَ بذلك، لكن أعداء المسلمين يتربصون به الدوائر.
ولهذا أنا أحذر غاية التحذير من التسرع في تفسير القرآن بهذه الأمور العلمية، ولْنَدَعْ هذا الأمرَ للواقع: إذا ثبتَ في الواقع؛ فلا حاجة إلى أن نقول القرآن قد أثبته. فالقرآن نزل للعبادة والأخلاق والتدبُّر.
يقول الله -عز وجل-: {كتابٌ أنزلناه إليكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّروا آياتِهِ ولِيَتَذَكَّرَ أولو الألبابِ} [ص: 29]، وليس لمثل هذه الأمور التي تُدْرَك بالتجارب ويدركها الناس بعلومهم.
ثم إنه قد يكون خطَرًا فادِحًا في تنزيل القرآن عليها:
لما حصل صعودُ الناس إلى القمر ذهب بعضُ الناس لِيُفَسِّرَ هذه الآيةَ، ونَزَّلها على ما حدث، وقال: إن المرادَ بالسلطانِ: العلمُ، وأنهم بعِلْمِهم نَفَذُوا مِن أقطارِ الأرضِ وتَعَدّوا الجاذبيةَ!!
وهذا خطأ، ولا يجوز أن يفسَّرَ القرآنُ به؛ وذلك لأنك إذا فسّرْتَ القرآنَ بمعنًى؛ فمُقتضى ذلك أنك شهدتَ بأن اللهَ أرادَهُ؛ وهذه شهادةٌ عظيمةٌ ستُسْأل عنها.
ومَنْ تَدَبَّر الآيةَ وجدَ أن هذا التفسيرَ باطلٌ؛ لأن الآية سِيقتْ في بيان أحوالِ الناسِ وما يؤول إليه أمْرُهم.
اقرأ سورةَ الرحمن؛ تجدْ أن هذه الآيةَ ذُكِرَتْ بعد قولِهِ تعالى: {كلُّ مَنْ عليها فانٍ، ويبقَى وجهُ ربِّك ذو الجَلالِ والإكْرامِ، فبأي آلاءِ ربِّكما تكذبانِ} [الرحمن: 26].
إذًا: فالآية لا يصح أن تُفَسَّرَ بما فَسَّر بِهِ هؤلاء.
ونقول: إن وصولَ هؤلاء إلى ما وصلوا إليه هو: مِنَ العلومِ التجريبيةِ التي أدْركوها بتجاربِهم .. أما أن نُحَرِّفَ القرآنَ لِنُخْضِعَهُ للدلالةِ على هذا؛ فهذا ليس بصحيحٍ، ولا يجوز.
* هذه الفتاوى كنت قد جمعتها قديمًا في ("ملتقى السلفيات" بتاريخ 9/ [2]/2005م) -ثم في غيره-، ورأيتها هامَّة؛ فأحببت طرحها -هنا- للفائدة، وغيَّرت العنوان، وعدَّلتُ، وأضفتُ إليها أخواتٍ لها، ومن لديه المزيد؛ فليتحفنا به -مشكورًا مأجورًا-.
وأسأل الله أن ينفع بها، ويجزي علماءنا خيرًا على حسن بيانهم ونصحهم.
(1) "كتاب العلم"، (150 - 152).
ـ[أم محمد]ــــــــ[13 - 07 - 2011, 04:34 م]ـ
العلامة المحدِّث محمَّد ناصر الدِّين الألباني
-رحمهُ الله-
جاء في «السلسلة الصحيحة»:
عن عقبة بن عامر الجهني - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يقول: «هلاك أمَّتي في الكِتابِ واللَّبَن»، قالوا: يا رسول الله؛ ما الكتاب واللَّبن؟ قال: قال: «يتعلَّمونَ القُرآن فيتأوَّلونه على غيرِ ما أنزل الله عزَّ وجلَّ، ويحبُّون اللَّبن فيَدَعون الجماعات والجُمَع، ويَبْدُون» [1].
قال الشيخ الألباني -رحمهُ الله- مُعلقًا:
(ترجم ابن عبد البر لهذا الحديث بقوله: «باب فيمن تأوَّل القرآن أو تدبَّره وهو جاهلٌ بالسُّنَّة»، ثم قال تحته: «أهل البدع -أجمع- أضربوا عن السُّنن، وتأوَّلوا الكتابَ على غير ما بيَّنتِ السُّنَّة، فضلوا وأضلُّوا. نعوذ بالله من الخذلان، ونسأله التوفيق والعصمة».
قلت: ومِن ضلالهم تغافُلهم عن قوله تَعالى في كتابِه موجهًا إلى نبيِّه -صلَّى الله عليه وسلَّم-: {وَأَنْزَلْنَا إلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إلَيْهِمْ}) اهـ [2].
وسئل -رحمه الله- ([3]):
بالنسبة لكِتاب الله -عزَّ وجلَّ- هل يجوز تفسيره في كل عصر بما يختلف عن العصر السابق؟
فكان الجواب حاسمًا:
(أبدًا؛ هذا هو الضلال المبين! لا يجوز التلاعب بتفسير القرآن.
القرآن كما قال تعالى في القرآن: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم}؛ إذًا: الرسول قام ببيان القرآن ...).
ثم قال: (خلِّيك على الأمر القديم!). [1] «الصحيحة»، رقم (2778). [2] «نُظُم الفرائد مما في سلسلتي الألباني من الفوائد»، (1/ 206 - 207). [3] «سلسلة الهدى والنُّور»، الشريط رقم (241)، من الدقيقة: (08:34).
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 983