responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 912
فقه الصيام (حلقات برنامج على قناة الأثر) - علي الحلبي (مفرغة)
ـ[أم محمد]ــــــــ[25 - 07 - 2011, 09:31 م]ـ
البسملة1

«فِقْه الصِّيامِ»
-مِن برامِجِ قَناةِ الأثرِ الفَضائِيَّةِ (رمضان1430هـ) -

للشَّيخ علي بن حسن الحلبيِّ
-حفظهُ اللهُ-
[الحلقة الأولى]
تفريغ: أم محمَّد بنت علي

إنَّ الحمْدَ للهِ، نَحمدُهُ، ونَستعينُه، ونَستغفِرُه، ونَعوذُ باللهِ مِن شرورِ أنفُسِنا، وسيِّئاتِ أعمالنَّا، مَن يهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلِلْ فلا هادِي له، وأشهدُ أن لا إِلَه إلا اللهُ، وحدهُ لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، أما بعدُ:

فهذا لقاء يتجدَّد بالخيرِ -إن شاءَ اللهُ- في هذا الشَّهر المبارَك، في هذا الشَّهر العَظيم؛ شهر رَمضان المبارَك، نتناولُ في هذا البرنامج فقهَ وأحكامَ وفضائلَ الصِّيام، وما تمسُّ الحاجةُ إليه مِن أمورٍ يَنتفعُ بها المُسلِم -عامَّة-، والصَّائمُ -خاصَّة-.

فأسأل اللهَ -عزَّ وجلَّ- أن ينفعَ بِنا، وأن ينفعَ بما نُقدِّم؛ إنه -سُبحانَهُ- وليُّ ذلِك، والقادِر عَليهِ.

وأول ما نبتدئ به: نذكر معلوماتٍ عامَّة مهمَّة عن شهرِ رَمضان وعن الصِّيام.
فأول ذلِك:

معنى كلمةِ «الصِّيام»:

يُقال: الصِّيام، ويُقال الصَّوم، والمَقصُود مِن الصِّيام -مِن النَّاحية اللُّغَوية- هو: الامتِناع؛ يُقَالَ: صام فُلان عن الكَلام؛ يعني: امتَنع عن الكَلام؛ كما في قَولِهِ -تَعالَى-فيما وَرد في كتابِه-عزَّ وجلَّ-: {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا} [مريم: 26] ما علاقَة الصَّوم بعدم الكَلام؟ هو الامتِناع؛ فالصَّوم -ها هُنا- المَقصُود به الصَّوم في اللُّغة، وليس المَقصُود به الصَّوم القائم في الأذهَان بالمعنى الشَّرعي.

أما الصَّوم أو الصِّيام بالمعنى الشَّرعي: فهو الإِمسَاك والامتِناع عن المُفَطِّرات الَّتِي نهانا الله -تَعالى- عنهَا وبيَّن لها في كتابه أو على لِسَان رسوله -صلَّى اللهُ عَليهِ وسلَّم- أنها تنقض الصَّوم وتُبطله وتُفسده، وهذا الامتِناع له أوقات، له بداية، وله نهاية، أما بِدايته: فمِن طلوع الفَجر إلى غروب الشَّمس.

وسيأتينا -في ذلِك- مزيد بيانٍ -إن شاءَ اللهُ-تَعالَى-.

نقطة أخرى: أن الصِّيام -أعني صِيام رَمضان- ركنٌ مِن أركان الإسلام، كما قَالَ النَّبي -عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-: «بُني الإسلامُ على خمسٍ: شهادةِ أن لا إِلَه إلا اللهُ، وأن محمدًا رسولُ الله، وإقامِ الصَّلاة، وإيتاءِ الزكاة، وصومِ رَمضان، وحجِّ البيتِ مَن استطاعَ إليه سبيلًا»، وهنالك رِواية فيها تقديمُ الحج على الصَّوم؛ فهذه إشارة أن الصَّوم ركن مِن أركان الإسلام، ومبنًى من مَبانيه العظام.

اتَّفق أهل السِّيَر والتَّاريخ أن الصِّيام فُرض على أمَّة الإسلام في السَّنة الثَّانية للهجرة.
وقَالَ الإِمام ابن القيم -رَحِمهُ اللهُ-: «توفي رسول الله -صلَّى اللهُ عَليهِ وسلَّم- وقد صام تسعةَ رَمضانات».

وبمناسبة الجمع -جمع رَمضان؛ رَمضانات-: ذكر أئمة اللُّغة عدَّة جُموع لكلمة رَمضان؛ فقَالَوا: رَمضان، وقَالَوا: رَمضانات، وقَالَوا: رَمَضانُون، وقَالَوا: أرمُض، وقَالَوا: أرمِضَة، وقَالَوا: أرمِضَاء.

هذه بعضُ الجموع نذكُرها للفائدة لجَمع كلمة رَمضان -أو اسم (رمضان) - كما ذكر أهلُ اللُّغة في كتبهم وفي معاجمهم.

نقطة أخرى: أن الصِّيام -أعني: صيام الفَريضَة- مرَّ بمَراحل:

المرحلةُ الأولى: كان المفروضُ -فقط- صيامَ عاشُوراء، وهو اليَوم العاشر من شهر المحرَّم.

فوَرد في «صحيح البخاري»: عن عائِشَة -رضيَ اللهُ-تَعالَى-عنهَا- قَالَت: كان رسول الله -صلَّى اللهُ عَليهِ وسلَّم- أمر بصِيام عاشُوراءَ، فلما فُرض رَمضان؛ كان مَن شاء صام، ومَن شاءَ أفطَر.

إذن قوله بالتَّخيير -في آخره-؛ دلَّ على أنه ليس على التَّخيير في أوله.

فأول ما فُرض عاشُوراء لم يكن فيه خيار، وكان مفروضًا، وكان هو اليَومَ الواجبَ صَومُه مِن أيَّام العام، فلما فُرض رَمضان؛ جاء بديلًا لذلِك اليَوم، وبقي عاشُوراء مستحبًّا؛ بل عملًا فاضلًا؛ لكنه متعلِّق بالخيار: «مَن شاء صام، ومَن شاء أفطر».

¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 912
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست