responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 869
تعقبات فضيلة الشيخ (جلال بن علي السلمي) على بحث (مشروعية دعاء ختم القرآن) ..
ـ[ابو حمزة المكي]ــــــــ[11 - 08 - 2011, 06:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وبعد:
يكثر في كل سنة في شهر رمضان، ولاسيما في آخره الكلام عن دعاء ختم القرآن في الصلاة، هل هو من المشروع فعله، أم أنه من المحدث الذي لا أصل له؟، وقد وقفت على كتاب بعنوان: دعاء الختم في التراويح اختلاف وأدلة وترجيح. تأليف الشيخ / الشريف حاتم بن عارف العوني - حفظه الله -، وكان لي عليه بعض الملحوظات، فأحببت إبرازها نصحا لله ورسوله وعموم المسلمين، وسأقتصر إن شاء الله تعالى في هذا المقال على مناقشة كلامه في الجانب الاستدلالي فقط. هذا وأسأله سبحانه أن يغفر لي ذنوبي، ويستر لي عيوبي .. آمين.
.................................................. ..............................
1 - حصر الكاتب أدلة الاستحباب في جنسين اثنين، الأول عنون له بقوله: ما ثبت في فضل الدعاء عقب ختم القرآن مطلقا (دون تقييد له بكونه في الصلاة). وهذا العنوان فيه نظر من جهة أن ما ذكره من الأدلة المدعاة لا يصدق عليه وصف الإطلاق عند الأصوليين، ومن ثم فلا يصح طردها واستعمالها في كل ما صدق عليه حقيقة اللفظ المطلق. ومأخذ ذلك: أنها من باب الأفعال؛ وهي مما لا يوصف بالإطلاق على ما تقرر في الأصول. وعليه فيحتمل أنها وردت داخل الصلاة (وهو ما يراد إثباته)، ويحتمل أنها وردت خارجها، والقاعدة في الأصول: إذا ورد الاحتمال سقط الاستدلال. بل إن الكاتب حفظه الله استظهر أن أثر أنس رضي الله عنه (وهو أقوى ما استدل به) كان دعاءً خارج الصلاة لا فيها. ص 33. بل إن منها ما ليس للدعاء فيه ذكر أصلا، وسيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
2 - قال الكاتب - حفظه الله - بعد ذكره لأثر أنس بن مالك رضي الله عنه: " ومثل هذا الأثر كاف لإثبات أن من أوقات إجابة الدعاء: الوقت الذي يكون بعد ختم القرآن ... ".
قلت: ليس في الأثر أن أنس رضي الله عنه أخبر بأن الدعاء عقب ختم القرآن من أوقات الإجابة، بل غاية ما فيه أنه كان يدعو، وقد يكون في دعائه هذا معتمداً على الأصل في الدعاء، وهو المشروعية ...
فإن قيل: بأن أنساً رضي الله عنه لو لم يعتقد أنه محل للإجابة لما قصده بالدعاء، وعليه فيستفاد كونه من أوقات الإجابة من فعله بواسطة دلالة الالتزام.
فالجواب: أن كل وقت من الأوقات هو مظنة لإجابة الدعاء، قال تعالى: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ...)، فلعل أنساً رضي الله عنه عول على نحو هذا، والله أعلم.
لماذا عدل الكاتب عن إثبات مشروعية الدعاء بواسطة هذا الأثر إلى إثبات كون ذلك الوقت من أوقات الإجابة؟!.
الجواب: أن القول بالمشروعية من الأمور التي يدخلها الاجتهاد، وعليه فاحتمال اعتماد الصحابي فيها على التوقيف ليس من الظن الراجح الذي يصح اعتباره في الديانة عند الجمهور، بينما دعوى كون وقت الختم من أوقات الإجابة أمر غيبي يتعلق بالله سبحانه وتعالى، لا يمكن الوقوف عليه إلا بوحي، ولا مجال لاحتمال أخذه عن بني إسرائيل الذين ورد النص بجواز التحديث عنهم، لأن هذا أمر مختص بالقرآن، ولا علاقة لهم به ...
وبناءا على ما سبق فتوصيف استدلال الكاتب ما يلي:
أن أنساً رضي الله عنه يرى أن وقت الختم من أوقات الإجابة، وهذه مقدمة أولى.
وتوقيت الإجابة أمر غيبي لا يعرف بالعقل، بل بالتوقيف عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه مقدمة ثانية.
النتيجة: ثبوت كون وقت الختم من أوقات الإجابة ثابت بالتوقيف [المرفوع الحكمي].
وعليه يشرع الدعاء في ذلك الوقت.
وقد قررت سابقا أن المقدمة الأولى التي ذكرها الشيخ - حفظه الله - ليست بصحيحة، من جهة أن الأثر لا دلالة فيه على كون وقت الختم وقت إجابة، ومن المتقرر أن بطلان المقدمة يلزم منه بطلان النتيجة ولا بد.
3 - قال الشيخ بعد ذلك: (وأنس بن مالك رضي الله عنه هو من لزم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنوات، فالأرجح أنه لم يفعل هذا الفعل إلا بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم).
قلت: هذا التقرير لا يخلو من احتمالين اثنين:
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 869
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست