responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 859
اسم الله الأعظم
ـ[أم محمد]ــــــــ[01 - 09 - 2011, 11:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم

عن أبي أمامةَ -رضيَ الله عنه- عن النَّبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- قال:
«اسم الله الأعظمُ في سُوَرٍ من القُرآنِ ثلاثٍ: في (البقرة)، و (آل عمران)، و (طه)».
قال القاسِم أبو عبد الرَّحمن [أحد رُواتِه]:
«فالتَمستُ في (البقرة)؛ فإذا هو في آية الكُرسيِّ: {اللهُ لا إلهَ إلا هوَ الحيُّ القيُّوم}، وفي (آل عِمران): {اللهُ لا إله إلا هو الحيُّ القيُّوم}، وفي (طه): {وعَنَتِ الوُجوهُ لِلحَيِّ القَيُّومِ}» [1].
قال الإمامُ الألبانيُّ -رحمهُ اللهُ-:
«قول القاسم إنَّ الاسم الأعظمَ في آية {وعَنَتِ الوُجوهُ لِلحَيِّ القَيُّومِ} من سورة (طه)؛ لم أجِدْ في المرفوع ما يُؤيِّده.
فالأقربُ -عندي- أنَّه في قوله في أوَّل السُّورة: {إنَّنِي [2] أنا اللهُ لا إلهَ إلا أنَا. .} فإنَّه الموافقُ لبعض الأحاديثِ الصَّحيحة؛ فانظر «الفتح» (225/ 11)، و «صحيحَ أبي داود» (1341)» [3].
قال العلامة السعدي -رحمهُ اللهُ-:
«الألوهيَّة تتضمَّن جميعَ الأسماء الحُسنى، والصِّفات العُليا؛ وبهذا احتج مَن قال: إن (الله) هو الاسمُ الأعظمُ.
ومنهم من قال: إنه (الصَّمد) الذي تصمد إليه جميع المخلوقات بحاجتها لكمالِ سيادتِه وعظمتِه وسَعةِ أوصافِه.
ومنهم مَن قال: إن الاسمَ الأعظم هو (الحي القيُّوم)؛ لوُرودِه في بعض الأحاديث، ولأنَّ هذَين الاسمَين العظيمَين يتضمَّنان جميعَ الأسماء الحُسنَى والصِّفات الكامِلة، فإنَّ الصِّفات الذاتيَّة ترجع إلى الحيِّ الذي قد كملت حياتُه فكملتْ صِفاتُه، وصِفات الأفعال ترجع إلى القيُّوم؛ لأنَّه الذي قام بنفسِه وقام بغيره، وافتقرتْ إليه الكائناتُ بأسرِها.
وقيل في تعيين الاسمِ الأعظمِ أقوالٌ أُخَر.
والتَّحقيق: أن الاسمَ الأعظمَ اسمُ جنسٍ، لا يُرادُ به اسمٌ معيَّنٌ؛ فإنَّ أسماءَ الله نوعان:
أحدهما: ما دلَّ على صِفة واحدة أو صِفتَين أو تضمَّن أوصافًا معدودةً.
والثَّاني: ما دلَّ على جميعِ ما لله مِن صفات الكمال، وتضمَّن ما له من نُعوتِ العظمةِ والجلال والجمال، فهذا النَّوع هو الاسمُ الأعظم؛ لما دلَّ عليه من المعاني التي هي أعظم المعاني وأوسعها.
فـ: (الله) اسمٌ أعظم.
وكذلك: (الصَّمد).
وكذلك: (الحيُّ القيُّوم).
وكذلك: (الحميد المَجيد).
وكذلك: (الكبيرُ العظيم).
وكذلك: (المحيط).
وهذا التَّحقيق هو الذي تدلُّ عليه التَّسمية، وهو مقتضى الحِكمة، وبه -أيضًا- تجتمعُ الأقوالُ الصَّحيحةُ -كلُّها-.
والله أعلم» [4].

[1] صحيح. «السِّلسلة الصَّحيحة» (2/ 371) برقم (746).
[2] وردتْ في المطبوع (إنِّي) وهو خطأ طباعي.
[3] «نظم الفرائد» (1/ 116 - 117).
[4] «فتح الرَّحيم الملِك العلَّام» للعلامة ابن سعدي -رحمهُ الله-، (19 - 20).
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 859
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست