نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 796
البخاري (4750) ومسلم (7020)، وأثر عائشة رضي الله عنها بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم في سنن سعيد بن منصور كما في فتح الباري (3/ 406) قالت: ((تسدل المرأة جلبابها من فوق رأسها على وجهها))، وله شاهد صحيح أخرجه مالك في الموطأ (1/ 328) عن فاطمة بنت المنذر قالت: ((كنّا نخمِّر وجوهنا ونحن محرمات، ونحن مع أسماء بنت أبي بكر الصديق))، وأخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 454) عن أسماء رضي الله عنها قالت: ((كنا نغطي وجوهنا من الرجال وكنا نمتشط قبل ذلك في الإحرام)) وقال: ((هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه)) ووافقه الذهبي، قال ابن المنذر كما في فتح الباري (3/ 406): ((أجمعوا على أن المرأة تلبس المخيط كله والخفاف، وأن لها أن تغطي رأسها وتستر شعرها إلا وجهها فتسدل عليه الثوب سدلاً خفيفاً تستتر به عن نظر الرجال)) وقد نقل الإجماع على ذلك أيضا ابن عبد البر في التمهيد (15/ 108)، وقد استمرت النساء في مختلف العصور على ستر وجوههن عن الرجال الأجانب في الإحرام وفي غير الإحرام إلى أن بدأ السفور في أوائل القرن الرابع عشر الهجري، قال الحافظ ابن حجر في الفتح (9/ 324): ((ولم تزل عادة النساء قديماً وحديثاً يسترن وجوههن عن الأجانب)).
وقد اشتهر أن أول امرأة مصرية أزالت الحجاب عن وجهها هدى شعراوي وكان ذلك في القرن الماضي، وذكر الشيخ علي الطنطاوي في ذكرياته (5/ 226) أن أول امرأة مسلمة كشفت وجهها في بلاد الشام وكيلة مدرسة ثانوية وأنها عوقبت على ذلك، وبعد هذه البداية من هاتين المرأتين في مصر والشام آل الأمر إلى ما هو مشاهد معاين فيهما من كشف الرؤوس والأعناق والصدور وشيء من الظهور والأعضاد والسيقان وشيء من الفخذين، والأساس الذي بني عليه هذا الانفلات من النساء في البلاد العربية والإسلامية هو التقليد لنساء الغرب، ولم يبق على جادة السلامة والاستقامة إلا بلاد الحرمين التي بقيت النساء فيها محافظة على الحشمة وستر الوجوه والبعد عن الاختلاط بالرجال، وفي الآونة الأخيرة وقبل عدة سنوات نشط المستغربون التغريبيون المتبعون الشهوات بالسعي لأن تميل هذه البلاد ميلاً عظيماً فتتبع النساء فيها غيرهن في الانفلات، وكان الواجب السعي لأن يكون غيرهن تابعا لهن في الحشمة والاحتجاب والبعد عن مخالطة الرجال، وهو الذي كان موجودا في البلاد الأخرى قبل القرن الماضي، وأما ترك اختلاط النساء بالرجال فقد كان في الأمم السابقة؛ كما قال الله عز وجل عن موسى عليه الصلاة والسلام: چ? ? ? ? ? ? ? ? ? ٹ ٹ ٹ ٹ ? ?? ? ? ?? ? ? ? ? ? ?? ? ? چ چ چ چچ، ففي هذه القصة أن هاتين المرأتين احتاجتا إلى سقي غنمهما وانتظرتا حتى ينتهي الرجال من سقي أغنامهم، واعتذرتا لموسى عليه الصلاة والسلام بأن أباهما شيخ كبير لا يتمكن من الحضور لسقي الغنم مع الرجال، فسقى لهما موسى عليه الصلاة والسلام، وجاء في السنّة في فضل تباعد النساء عن الرجال إذا حضرن المساجد قوله صلى الله عليه وسلم: ((خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها)) رواه مسلم (985)، وإذا صلين مع الرجال انصرفن قبلهم ومكث الرجال في أماكنهم في المسجد قليلا حتى لا يختلطوا بهن؛ فقد روى البخاري (870) عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه، ويمكث هو في مُقامه يسيراً قبل أن يقوم، قال: نرى ـ والله أعلم ـ أنَّ ذلك كان لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن أحد من الرجال)) ورواه النسائي (1333) ولفظه: ((أنَّ النساء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كنَّ إذا سلّمن من الصلاة قمن، وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن صلى من الرجال ما شاء الله، فإذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قام الرجال)).
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 796