نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 688
" عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله، كأنه سلسلة على صفوان ... فإذا فزع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير ".
وفي رواية أخرجها الطبري في التفسير بسند صحيح:
" ولقوله صوت كصوت السلسلة على الصفوان ".
قال ابن بطال كما في الفتح 13/ 462
" وفيه أنهم إذا ذهب عنهم الفزع قالوا لمن فوقهم:ماذا قال ربكم؟ فدل على أنهم سمعوا قولا لم يفهموا معناه من أجل فزعهم " انتهى.
5 - وقال البخاري في نفس الباب المذكور:
ويذكر عن جابر عن عبد الله بن أنيس قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يحشر الله العباد فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب: أنا الملك الديان " انتهى.
ورواه في الأدب المفرد وفي خلق أفعال العباد واحتج به. وقد ذكر البخاري في كتاب العلم قصة رحيل جابر بن عبد الله إلى عبد الله بن أنيس بصيغة الجزم وهو أصل هذا الحديث.
ورواه الحكم وصححه ووافقه الذهبي.
قال البخاري في (خلق أفعال العباد) ص 149
" وأن الله عز وجل ينادي بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب، فليس هذا لغير الله جل ذكره.
وقال: وفي هذا دليل على أن صوت الله لا يشبه أصوات الخلق؛ لان صوته جل ذكره يسمع من بعد كما يسمع من قرب وأن الملائكة يصعقون من صوته " انتهى.
6 - وقال البخاري في الصحيح في نفس الباب المذكور:
" وقال مسروق عن ابن مسعود: إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السموات شيئا، فإذا فزع عن قلوبهم وسكن الصوت عرفوا أنه الحق، ونادوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا: الحق ".
شبهة الاشاعرة والماتريدية في نفي الصوت وجوابها:
قال الحافظ في الفتح 13/ 469 في شرح الباب المذكور آنفا:
" وأثبتت الحنابلة أن الله متكلم بحرف وصوت، أما الحروف فللتصريح بها في ظاهر القرآن،
وأما الصوت فمن منع قال: إن الصوت هو الهواء المنقطع المسموع من الحنجرة.
وأجاب من أثبته بأن الصوت الموصوف بذلك هو المعهود من الآدميين كالسمع والبصر، وصفات الرب بخلاف ذلك، فلا يلزم المحذور المذكور مع اعتقاد التنزيه وعدم التشبيه، وأنه يجوز أن يكون من غير الحنجرة فلا يلزم التشبيه، وقد قال عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب السنة: سألت أبي عن قوم يقولون: لما كلم الله موسى لم يتكلم بصوت. فقال أبى: بل تكلم بصوت، هذه الأحاديث تروى كما جاءت وذكر حديث ابن مسعود وغير هـ " انتهى.
قلت: بل هو مذهب أهل السنة قاطبة وليس الحنابلة دونهم.
وبعد: هل يستريب عاقل في إثبات ما دل عليه الكتاب والسنة الصحيحة؟
وقد زعم البيهقي أنه لم يصح حديث في إثبات الصوت، وإنه إن ثبت فهو مؤول.
قال الحافظ معقبا (الفتح 13/ 466)
" وهذا حاصل كلام من ينفي الصوت من الأئمة، ويلزم منه:
أن الله لم يسمع أحدا من ملائكته ورسله كلامه، بل ألهمهم إياه.
وحاصل الاحتجاج للنفي: الرجوع إلى القياس على أصوات المخلوقين لأنها التي عهد أنها ذات مخارج.
ولا يخفى ما فيه؛ إذ الصوت قد يكون من غير مخارج كما أن الرؤية قد تكون من غير اتصال أشعة كما سبق.
سلمنا، لكن نمنع القياس المذكور. وصفات الخالق لا تقاس على صفة المخلوق،
واذا ثبت ذكر الصوت بهذه الأحاديث الصحيحة وجب الإيمان به، ثم إما التفويض وإما التأويل، وبالله التوفيق ".
قلت: غفر الله له. وحسبنا شهادته بصحة الأحاديث.
كلام السلف في إثبات الحرف والصوت:
1 - قال شيخ الإسلام 6/ 527
" وليس في الائمة والسلف من قال: إن الله لا يتكلم بصوت، بل قد ثبت عن غير واحد من السلف والأئمة: أن الله يتكلم بصوت، وجاء في ذلك آثار مشهورة عن السلف والأئمة، وكان السلف يذكرون الآثار التي فيها ذكر تكلم الله بالصوت، ولا ينكرها منهم أحد حتى قال عبد الله بن أحمد قلت لأبي ... " ويأتي بقيته.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 688