responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 603
التقوى أساس صلاح طالب العلم - نصيحة من الشيخ صالح السحيمي
ـ[أم محمد]ــــــــ[18 - 12 - 2011, 09:59 ص]ـ
البسملة1

وقال فضيلةُ الشَّيخ صالح السُّحيمي -حفظه الله- (*):
... إن التَّقوى هي أساسُ صلاحِ طالبِ العلمِ، وعُنوانُ استفادتِه لعِلمهِ الذي تعلَّمه؛ لأنَّ مِن أعظم أسبابِ تحقيق طلب العلمِ الشِّرعيِّ الصَّحيحِ المستمدِّ من الكتاب والسُّنَّة هي تقوى الله؛ {وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ}.
والبعضُ مِن المُنتَسِبين إلى العِلم -ونخشَى أن نكونَ كلُّنا [واقعين] في ذلك- هو إضاعة الأوقاتِ فيما لا فائدةَ فيه -من القيلِ والقالِ، والكلامِ الفارِغ الذي يُبعدُ عن الله، ويُقسي القلبَ-.
وتجد الكثيرَ من النَّاس هذا هو شُغله الشَّاغِل، ولا يُصلِّي لله ركعةً أو ثلاثًا آخر اللَّيل؛ لأنَّ لديه صوارفَ صرفتهُ عن طاعةِ الله، وهو لا يدري أنَّه في دارِ سفرٍ، وفي دارِ مَعبَر، وفي دارٍ ممرٍّ.
فـ «صلِّ صلاةَ مُودِّع» [1]، و «كُن في هذه الدُّنيا كأنَّك غريبٌ أو عابِرُ سبيل» [2]، و «إذا أمسيتَ فلا تنتظرِ الصَّباحَ، وإذا أصبحتَ فلا تنتظرِ المساءَ» [2].
اشغلْ وقتَك بتقوى اللهِ، اعمُرْ وقتَك بتقوى الله؛ من الصلاةِ والصَّوم والعلمِ وتِلاوةِ القُرآن.
واشتغِل بِعُيوبِ نفسِك عن عيوبِ غيرِك.
نرى بعضَ طلبةِ العلمِ -مِن ضعفِ تقواهُم- لا همَّ إلا الكلام في النَّاس، ونصبوا أنفسَهم -على ضحالةِ عِلمهم- أئمَّةً في الجرحِ والتَّعديل، وملؤوا زُبالاتِ الإنترنت من هذا البابِ، وهم لا للإسلامِ نصَرُوا، ولا للكُفَّارِ كسَروا، ولا للأمَّة أفادُوا.
يحدِّثكم أحدُهم وكأنَّه يحيى بنُ معين، أو أحمدُ بن حنبل! وهو ربَّما لا يعرفُ كيف يتوضَّأ ولا يُحسن وضوءَه، وهذا ما نُعاني منه في هذه الأيام!
هذا لا يتَّفق مع «اتَّقِ اللهَ حيثُما كنتَ» -أبدًا-.
أعطِ القوسَ باريها، وتواضَعْ للهِ؛ فإنَّ مَن تواضعَ لله؛ رفعَه.
ودعُوا المسائلَ الكبارَ للعلماءِ الرَّبَّانيِّين، المتخصِّصين، البارِزين، الذين لهم باعٌ طويلٌ في خِدمةِ السُّنَّة والعقيدة، وفي خدمةِ الإسلامِ.
فالذي ينبغي للمُسلمين -عامَّة- وطلبة العلم -خاصَّة- أن تكونَ تقوى الله -عزَّ وجلَّ- ديدَنَهم -سرًّا وجِهارًا، وليلًا ونهارًا-، إذا أرادُوا الوُصولَ إلى السَّلامةِ، وإذا أرادوا الوُصولَ إلى مرضاةِ الله، وإذا أرادُوا العلمَ الشَّرعيَّ الصَّحيح المستمدَّ من الكتابِ والسُّنَّة.
فاتَّقِ اللهَ حيثُما كنتَ.
إذا أردتَ أن تُطلقَ كلمةً؛ تذكَّر هذا الحديثَ.
إذا أردتَ أن تقولَ كلمةً؛ اقرأ هذا الحديثَ.
إذا أردتَ أن تمدَّ يدكَ إلى شيءٍ؛ تذكَّر هذا الحديثَ.
إذا أردتَ أن تخطوَ إلى شيءٍ برِجلِك؛ تذكَّر هذا الحديثَ.
إذا أردتَ أن تُجرِّح أو تُعدِّل؛ تذكَّر هذا الحديثَ.
إذا أردتَ أن تكونَ طالبَ علمٍ بحقٍّ -وإلا فلستَ كذلك-؛ فتذكَّر هذا الحديثَ -دائمًا-؛ اجعلهُ نصب عينَيك في كلِّ تصرُّفٍ تتصرَّفُه.
فاتَّقِ اللهَ حيثُما كنتَ.
ليكنْ مُنطلقُك إلى أيِّ أمرٍ -مِن فعلٍ أو تركٍ- هو مِن هذا الحديثِ: «اتَّقِ اللهَ حيثُما كنتَ».
ليحرِّكْ لسانك: «اتَّقِ اللهَ حيثُما كنتَ».
ليحرِّك سمعَك وبصرَك وجوارحَك: «اتَّقِ اللهَ حيثُما كنتَ».
هذا هو الطريقُ السَّويُّ للسلامةِ، وبغيرِ ذلك ليس هنالك إلا النَّدامة.
وبالمناسبة: فإني أحثُّ طلبةَ العلم على قِراءة كتابٍ عظيم أُلِّف في هذه الأيَّام لأخينا الشَّيخ محمَّدِ بنِ عبدِ الله الإمام، وهو بعنوان: (الإبانة في التَّعامل مع الخلاف بين أهل السُّنَّة) [3] -أو كذا، حول هذا العنوان-؛ فإنَّه كتابٌ نفيسٌ، لا أرى أنَّه كُتب مثلُه في هذا العصرِ -أقول: في هذا العصر-؛ فإنَّه كتابٌ نفيس، تُثنَى عليه الخناصرُ، يُحرصُ عليه، وضع النِّقاط على الحُروف؛ فأورد فيه عن شيخِ الإسلام -وحدَه- مائةَ نصٍّ في أحكامِ التَّعامُل مع المُخالِف مِن أهلِ السُّنَّة، وأكثر من أربعمئةِ نصٍّ عن بقيَّة العلماء -القُدامى والمحدَثين-.
وهناك مقالٌ جديد لشيخِنا الشَّيخِ عبدِ المُحسن العبَّاد البدر -نُشر قبل يومَين- بعنوان: «ومرةً أُخرى: رِفقًا -أهلَ السُّنَّةِ- بأهلِ السُّنَّة» [4]؛ هذه المقولة هي تهمُّ طلبةَ العلمِ بشكلٍ خاصٍّ، ولا تلتفتُوا إلى ما يعلِّق به أربابِ الشَّبكات الهزيلةِ التي تنتقدُ مثلَ هذا المقالِ -لعُلوٍّ وكبرياءٍ في أنفسِهم، وجهلٍ بحقيقةِ ما يتكلَّمون به-، قد اتَّخذوا ألقابًا معيَّنةً.
هذا المقالُ مقالٌ عظيمٌ، ينبغي أن نترسَّم خُطاهُ، وأن نَسيرَ على نهجِه، وقد أثنى فيه شيخُنا -حفظهُ الله- على كتابِ الشَّيخ محمَّدٍ الإمام -آنفِ الذِّكر-.
فاستفيدوا من كِتاباتِ العُلماء والمشايخ، ودَعُوا عنكم بُنيَّاتِ الطريق.

[1] «السِّلسلة الصَّحيحة» (1914)، عن ابنِ عمرَ -رضيَ اللهُ عنهُما-.
[2] «صحيح البخاري» (6416)، عن ابن عمرَ -رضيَ اللهُ عنهُما-.
[3] العنوان كاملًا: «الإبانة عن كيفيَّة التَّعامل مع الخلاف بين أهلِ السُّنَّة والجماعة»، ومن هنا (http://www.ajurry.com/vb/attachment.php?attachmentid=13623&d=1314800842) للتحميل.
[4] من هنا (http://www.ahlalloghah.com/attachment.php?attachmentid=214&stc=1&d=1324194719) المقال -مضبوطًا-، ومن هنا (http://www.alhalaby.com/play.php?catsmktba=2562) شرحُه -مفرَّغًا- لفضيلة الشَّيخ علي الحلبي -حفظهُ الله-.
(*) المادة الصوتيَّة من هنا (http://www.archive.org/details/ShimiRifkaaAhsunna).
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 603
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست