responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 576
كيف يكون القرآن هدى لأناس وضلالا لآخرين!
ـ[أم محمد]ــــــــ[09 - 01 - 2012, 02:02 م]ـ
البسملة1

قال -تَعالى-: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء: 82].

((قد تتساءلونَ: كيف يكونُ الكلامُ الواحدُ لقومٍ هُدًى وشفاءً ورحمةً، ولقومٍ آخرين ضلالًا وعمًى وخسارًا؟
والجواب على ذلك: أنَّ هذا هو ما نطق به القرآنُ، وهو حقٌّ.
وها نحنُ نرى في الأمورِ الحسِّيَّة ما يشهدُ لذلك:
نرى بعضَ الطَّعامِ يكونُ لشخصٍ غذاءً، يزدادُ به جسمُه صحَّةً ونُموًّا، ويكونُ لشخصٍ آخرَ داءً، يزدادُ به جسمُه مرضًا وضعفًا!
فهكذا الأمور المعنويَّة.
فالقرآنُ إذا قرأهُ المؤمن ازدادَ به إيمانًا لتصديقِه بأخبارِه واعتبارِه بقصصِه وتطبيقِه لأحكامِه؛ امتِثالًا لأمرِ اللهِ واجتِنابًا لنهيِه؛ فيزدادُ -بذلكَ- عِلمًا وهُدًى وصلاحًا.
وإذا قرأهُ ضعيفُ الإيمانِ، ومَن في قلبِه مرضٌ ازدادَ رجسًا؛ لتشكُّكِه في صحَّة أخبارِه، أو غفلتِه عن الاعتبارِ بقصصِه فيمرُّ بها كأنها قصصٌ عابرةٌ وأساطير أممٍ غابرة؛ لا توقظُ له ضميرًا، ولا تحرِّكُ له إرادةً! أو استِكبارًا عن تطبيقِ أحكامِه، وتهاونِه بها؛ فلا يمتثل أوامرَه، ولا يجتنب نواهيه تقديمًا لهواهُ على طاعةِ مولاه؛ فيكون القرآنُ خسارةً له؛ لأنَّ الحقَّ بان له، فخالفهُ؛ فكان بذلك خاسرًا)).
"الضياء اللامع" لابن عثيمين -رحمهُ الله-، (387 - 388).

ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[09 - 01 - 2012, 03:47 م]ـ
بَارَكَ اللهُ فِيكِ يا أمَّ محمَّدٍ،
وقدْ ذكَّرَنِي كَلامُ الشَّيْخِ ـ أَجْزَلَ اللهُ لَهُ الْأَجْرَ والثَّوَابَ ـ بِقَوْلِ الشَّاعِرِ ـ:
الْعِلْمُ ينْفَعُ فِي الْقُلُوبِ سَلِيمَةً ... وَيَضُرُّ إِنْ كَانَ الْفُؤَادُ عَلِيلَا
كَالْأَكْلِ يُسْمِنُ مَنْ يَكُونُ بِصِحَّةٍ ... وَبِعِلَّةٍ يُرْدِي الْمَرِيضَ قَتِيلَا
هَذَا، وَاللهُ أَعْلَمُ، وَالسَّلَام

ـ[أم محمد]ــــــــ[09 - 01 - 2012, 10:31 م]ـ
جزاكم الله خيرًا ونفع بكم.
(فالقرآنُ مُشتملٌ على الشِّفاء والرَّحمة، وليس ذلك لكلِّ أحد، وإنَّما ذلك للمؤمنين بهِ، المُصدِّقين بآياته، العاملين به، وأمَّا الظالِمون بِعدمِ التَّصديق به أو عدم العملِ به، فلا تزيدُهم آياتُه إلا خسارًا؛ إذ به تقومُ عليهم الحُجَّة.
فالشِّفاء الذي تضمَّنه القرآنُ عامٌّ لشفاءِ القلوب مِن الشُّبَهِ، والجهالة، والآراءِ الفاسدة، والانحراف السَّيِّئ، والقصود السَّيِّئة؛ فإنَّه مشتملٌ على العلم اليقينيِّ الذي تزول به كلُّ شُبهةٍ وجهالة، والوعظِ والتَّذكير الذي يزول بهِ كلُّ شهوة تُخالف أمر الله، ولشفاءِ الأبدان مِن آلامها وأسقامها.
وأمَّا الرَّحمة، فإنَّ ما فيه مِن الأسباب والوسائل التي يحث عليها مَتَى فعلها العبدُ؛ فاز بالرَّحمة والسَّعادة الأبديَّة، والثَّواب العاجل والآجل). "تفسير السعدي".

ـ[محب]ــــــــ[11 - 01 - 2012, 08:32 م]ـ
سبحان الله العليم بما تخفي النفوس!!، قد كنتُ أقرأ هذه الآية من سورة بني إسرائيل آنفاً قبل دخولي للمنتدى بأقل من خمس دقائق، وتوقفت متأملاً في تأويلها فإذا بي أجده في المنتدى. فما أحلى هذه الموافقة، جزاكم الله خير الجزاء.

ـ[أم محمد]ــــــــ[12 - 01 - 2012, 12:01 م]ـ
وجزاكم خير الجزاء.
وقال الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي -رحمهُ الله- في تفسير أوائل سورة البقرة:
(قوله تعالى: {هُدىً لِلْمُتَّقِينَ} صرَّح في هذه الآية بأنَّ هذا القرآن {هُدىً لِلْمُتَّقِينَ}، ويُفهم مِن مفهوم الآية -أعني مفهومَ المُخالَفةِ المعروفَ بدليلِ الخِطاب- أنَّ غيرَ المُتَّقين ليس هذا القرآنُ هدًى لَهم، وصرَّح بِهذا المفهومِ في آياتٍ أُخَرَ؛ كقولِه: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمىً} [فصلت: 44]، وقولِه: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً} [الإسراء: 82]، وقولِه: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ , وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ} [التوبة: 124 - 125]، وقولِه تعالى: {وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً} الآيتين [المائدة: 64 - 68]).

ـ[عَرف العَبيرِ]ــــــــ[13 - 01 - 2012, 11:59 م]ـ
الحمد لله وبعدُ:
فبارك الله فيكِ أختنا / أم محمد، ونفع بكم أينما كنتم.
كذلك ذكر الله الذى هو دواء القلوب العليلة، وتثبيت للقلوب السليمة، نجده يقع موقع السياط الغليظة على قلوب الذين لايؤمنون بالله، كيف ذلك؟!
الجواب على ذلك: أنَّ هذا هو ما نطق به القرآنُ، وهو حقٌّ.
وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ
وإنما وقع ذلك الموقع لانتكاس الفطر عند هؤلاء الجاحدين المعاندين، نسألُ الله أنْ يحىَ قلوبنا بذكره.
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 576
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست