نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 577
ـ[أم محمد]ــــــــ[14 - 01 - 2012, 01:26 م]ـ
أسأل الله أن يجزيكم خيرًا على المداخلة الطيبة.
ومن أسباب الانتفاع بالقرآن الكريم الإقبال عليه، وسماعُه وتدبُّره، فالمشرِكون لما أعرضوا عنه؛ لم ينتفعوا به بل ازدادوا ضلالًا واستكبارًا؛ قال الله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ ..} [فصلت: 26].
أما عبادُ الله المؤمنون؛ فقد وصفهم سبحانه بقوله: {والذينَ إِذَا ذُكِّروا بآياتِ ربِّهمْ لَم يَخِرُّوا عليها صُمًّا وعُميانًا} [الفرقان: 73].
قال ابن القيِّم -رحمه الله-: (قال مقاتل: إذا وُعظوا بالقرآنِ لم يقعوا عليه صُمًّا لم يسمعوه، وعُميانًا لم يُبصروه، ولكنَّهم سمِعوا وأَبصروا وأَيقنوا به.
وقال ابنُ عباسٍ: لم يكونوا عليه صُمًّا وعُميانًا؛ بل كانوا خائفين خاشعين.
وقال الكلبي: يخرُّون عليها سمعًا وبصرًا.
وقال الفرَّاء: وإذا تلي عليهم القرآن لم يقعدوا على حالهم الأُولى كأنهم لم يسمعوه، فذلك الخُرور، وسمعتُ العرب تقول: قعد يشتمني، كقولك: قام يشتمني، وأقبل يشتمني.
والمعنى على ما ذُكر: لم يصيروا عندها صمًّا وعميانًا.
وقال الزَّجَّاج: المعنى: إذا تليتْ عليهم خرُّوا سجدًا وبُكيًّا، سامعين مُبصرين كما أمروا به.
وقال ابن قتيبة: أي: لم يتغافلوا عنها كأنهم صُم لم يسمعوها وعمي لم يَروها). "فوائد الفوائد" (119 - 120).
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 577