responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 556
نصيحة الشيخ صالح بن عبدالله العصيمي -حفظه الله- لطلبة العلم الألبانيين
ـ[متبع]ــــــــ[30 - 01 - 2012, 01:36 ص]ـ
نصيحة الشيخ صالح بن عبدالله العصيمي -حفظه الله- في المدينة ليلة الاثنين 29 صفر 1433:

وسبب الكلمة أن بعض الطلبة من ألبانيا اشتكوا إلى الشيخ طول الدورة.
اللهم ارزقنا وإياهم العلم مع العافية.
http://www.rofof.com/dw.png (http://sub5.rofof.com/01fmhzg29/
è_s_r__d
è_«.html)
نصيحة الشيخ صَالح العُصَيْمِيّ –حفظه الله- لشباب الألبان في المدينة النبوية
ليلة الاثنين 29 صفر 1433
الحمد لله وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فإن من تمام العقل الملائمة بين ما جرى به كلامُ المتكلمُ قبلُ وبينما أريد أن أقوله؛ فإن أَخانا قد ذكر في مبدأ قوله: ما يَعترينا من التعب. وهذا التعب الذي يعترينا هو مبتدأُ ما ينبغي أن نُذكر به.
فإن عمر رضي الله عنه سأل قوماً من العرب شُهروا بالشجاعة؛ فقال لهم: ما الشجاعة. فقالوا: صبر ساعة.
يعني أن العبد يصبرُ ساعةً فيكون شُجاعاً, وكذلك أخذا العبدِ للعلم خاصة وبُلوغه المقامات العالية في الدنيا والآخر يفتقر إلى صبر, قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران/200] , فأمر الله -سبحانه وتعالى- بأمرين يرجعان إلى أصل الصبر:
أحدهما: الصبر المجرد؛ وهو الذي يكون حال الابتداء.
والثاني: الصبرُ المُقترن بمقابله؛ أي الذي يدعوا إليه مُقابل ما يستحسنُه وهو المُصابرة.
وهذه الحال نحنُ فيها, فإننا في حال المُصابرة التي يوجدُ فيها مُنازعة, ومصابرتنا جميعاً هو في أمرٍ عظيم تفتقر إليه الأمة وهو العلم الذي به حياتها.
روى الدارميَّ بسندٍ صحيح, عن محمد بن شهاب الزهري أحد التابعين, قال: كان من مضى من علمائنا يقولون: الاعتصام بالسنة نجاة, ونعشُ العلم بقاءُ الدِّين والدنيا, وذهاب العلم ذهابُهما جميعا.
فهذه الكلمة هي أصل ما ينبغي أن يجعله الإنسانُ في نفسه في هذا المطلب الذي يُحيط بنا, فإن عنايتنا بالعلم يَحصُل بها حفظ دين الناس وحفظ دنياهم, وذهابُ ذلك فيه ذهاب الدين وذهابُ الدنيا؛ فالقائم بهذه الوظيفة قائمٌ بالجهاد, بل بأعظم الجهاد, فقد ذكر ابن القيم - رحمه الله تعالى- في ((مفتاح دار السعادة)) كغيره: أن الجهاد نوعان:
أحدهما: جهادُ الحجةِ والبيان.
الثاني: جهادُ السيف والسنان.
ثم قال: والأول أشرفُ وأعظم, لأن القائم به قليل, والمساعد عليه أقل. يعني أن القائم بوظيفة الحجة والبيان في هداية الخلق قليل, والمساعد الذي يتحسُك ويعضُدك وينصُرك ويقويك قليل, واعتبر هذا في ما يجتنبك من قواطعَ تصرفك عن هذا المطلب, فربما جاء الطالبُ من بلادٍ بعيدة وبين ناظريه العلم, فما هي إلا هُنيهة حتى ينصرف قلبه عن هذا الوارد العظيم الذي جاء لأجله, ويتلهى بأمورٍ لا تجدي عليه شيئاً يُقضي بها أيامه في سنواته الأربع ثم يرجعُ إلى قومه خالياً الوفاض؛ وآخرُ يكون شعلةً يَعلمُ أن مقصوده من إتيانه إلى هذه البلاد هو طلب ما فيها من العلم, فيكون أصدق وصفٍ عليه ما ذُكر في ترجمة أبي طاهرٍ السِّلفي وغيره: أنه لما دخل بغداد مر على محدثيها فكان كالشعلة النار, يعني من شدة نشاطره كالشعلة التي تشتعل ثم تتابع كهذه الصورة التي فيها (المفلس) فيها النار هذه تتابعها كتتابعِ حاله -رحمه الله -؛ فلما كان هذا مرادهم كانت أحوالهم كذلك.
حتى قال شُعبة بما رواه ابن السَمعانيَّ في ((أدب الإملاء والإستملاء)): ما رأيت رجلاً يركض إلا قلت: مجنون أو صاحبُ حديث. أي إما رجلٌ لا عقل له أم رجلٌ شديد العقل يعلمُ أن له مطلوباً عظيماً ينبغي أن يُنفق وقته فيه.
ومن بدائع كلمات ابن عطاء قوله: من لم تكن له بدايةٌ مُحرقة, لم تكن له مشرقة.
فالمرء إذا لم يأخذ نفسه بالعزم ويجتهد في تحصيل مطلوبه الذي يرفعه إلى المقامات العالية في الدنيا والآخرة فإنه لا تشرق شمسه؛ وأنتم لم تأتوا هنا إلا لمقصودٍ عظيم وهو طلب العلم.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 556
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست