responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 531
مسائل قنوت النوازل لفضيلة الشيخ / جلال بن علي السلمي - وفقه الله -
ـ[ابو حمزة المكي]ــــــــ[21 - 02 - 2012, 11:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ... وبعد:
فهذا بحث مختصر لأشهر مسائل قنوت النوازل، قد سرت فيه على طريقتي المعتادة، أذكر أقوال أهل العلم في المسألة، ودليل كل قول، ومأخذه، وما يرد عليه من مناقشة، ثم رجحت بعد ذلك ما أعتقده راجحا بالدليل. هذا وأسأله سبحانه أن يغفر لي ذنبي ويتجاوز عن تقصير ... آمين.
قنوت النوازل:
القنوت في اللغة الطاعة، يقال: قنت يقنت قنوتًا إذا أطاع، وقد ورد لفظ القنوت في الشرع بمعانٍ متعدِّدة كالطاعةِ، والخُشوع، والصلاة، والدعاء، والعبادة، والقيام، وطول القيام، والسكوت في الصلاة، فيُحمل على أحد هذه المعاني بحسب ما يقتضيه السياق. والمراد بالقنوت هنا الدعاء في الصلاة في محلٍ مخصوص من القيام. (على الخلاف هل هو قبل الركوع أم بعده؟، على ما سوف يأتي بيانه إن شاء الله تعالى).
أما النوازل فهي في اللغة جمع نازلة، وهي الشديدة من شدائد الدهر تحصل وتقع.
حكمه:
اختلف العلماء في هذه المسألة على أقوال:
القول الأول: أنه مشروع على جهة الاستحباب، وبهذا قال الجمهور، ومنهم الأئمة الأربعة والظاهرية.
واستدلوا على ذلك بأدلة كثيرة منها:
- ما أخرجه البخاري وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول حين يفرغ من صلاة الفجر من القراءة، ويكبر ويرفع رأسه: «سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد»، ثم يقول وهو قائم: «اللهم أنج الوليد بن الوليد، وسلمة بن هشام، وعياش بن أبي ربيعة، والمستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم كسني يوسف».
وجه الاستدلال بالحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم فعله، وفعله صلى الله عليه وسلم يفيد الندب والاستحباب.
وأجيب عنه: بأن فعله صلى الله عليه وسلم هذا وقع في الصلاة، وقد جاء في البخاري من حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه مرفوعا: «صلوا كما رأيتموني أصلي»، وهذا أمر، والقاعدة في الأصول: [أن الأمر المطلق للوجوب]، فكيف يقال بالاستحباب؟.
ورد الجوابُ: بأن النبي صلى الله عليه وسلم فعله وتركه على ما ثبت في الرواية، ففعله صلى الله عليه وسلم يدل على الندب، وتركه يدل على عدم الوجوب.
- واستدلوا أيضا بما أخرجه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لأقربنّ صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، فكان أبو هريرة رضي الله عنه يقنت في الركعة الآخرة من صلاة الظهر، وصلاة العشاء، وصلاة الصبح، بعد ما يقول: سمع الله لمن حمده، فيدعو للمؤمنين ويلعن الكفار.
ويقال في تقرير وجه الاستدلال به مثلَ ما سبق.
القول الثاني: أنه ممنوع، وبهذا قال والد أبي مالك الأشجعي (طارق بن أشيم رضي الله عنه) حيث صرح في الرواية عنه بأنه بدعة ومُحْدَّث، وأخرج عبد الرزاق عن الزهري رحمه الله أنه كان يقول: «من أين أخذ الناس القنوت؟ وتعجب. ويقول: «إنما قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أياما ثم ترك ذلك»، قال ابن حزم رحمه الله: «وكان يحيى بن يحيى الليثي وبقي بن مخلد لا يريان القنوت وعلى ذلك جرى أهل مسجديهما بقرطبة الآن».
- واستدلوا على ذلك بما أخرجه الترمذي وابن ماجه عن أبي مالك الأشجعي أنه قال: قلت لأبي: يا أبة، إنك قد صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي بن أبي طالب، هاهنا بالكوفة نحوا من خمس سنين، أكانوا يقنتون؟. قال: «أي بني محدث».
وأخرج النسائي نحوه بلفظ: «يا بني إنها بدعة». [رواية النسائي هذه ضعيفة في إسنادها خلف بن خليفة الأشجعي وهو مختلطٌ، وحديثه لم يتميز].
وجه الاستدلال بالحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله، وعليه ففعله تقربٌ بما لم يرد به دليل، وهذا حد البدعة، والبدعة محرمة لوصف النبي صلى الله عليه وسلم لها بالضلال، وتوعده لصاحبها بالنار، قال صلى الله عليه وسلم: «كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار».
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 531
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست