نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 482
الموالاة والمعاداة في الله عندَ بعضِ متأسلمةِ اليوم.
ـ[الأديب النجدي]ــــــــ[26 - 03 - 2012, 07:16 م]ـ
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم.
اللهمَّ إنَّا نسألكَ الاستقامةَ على سبيلِ المؤمنين، ونعوذُ بِكَ من سبل الضَّالِّين،
أمَّا بعدُ:
فقد تتابعتْ في هذا الزمنِ فِتَنٌ وبلايا، وإحَنٌ ورزايا يُنادى لها باسمِ الشريعة، وهي محادَّةٌ لله ولرسوله ولشرعهِ، لكن يُلبَسُ الباطلُ ثوبَ الحقِّ، ويُنشر الضلال باسمِ المصلحةِ واستشراف المُستقبل، والوعي السياسيِّ، والمجتمع المدنيِّ، وليتَ شعري أيّ مستقبلٍ ينشدونَ " يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ"
وأنتَ لا تعجبُ من محادَّةِ هؤلاء لله ولرسولِه، بقدر ما تَعجَبُ ممَّن يدفعُ عنهم ولو بترك الولاء لله، وإلا فأيُّ مسلمٍ يرى من يثني على من يُشرك بالله ويعبد المقبور، ويتهاونُ في موقفهِ معَ سابِّ الله ورسولِه -صلى الله عليه وسلم- أومَن يقيمُ ملتقياتٍ يأخذ فيها فتياتِ المؤمنين ويمزجهم بالشباب، من منزلِ الرسالةِ إلى بلدٍ أخرى ويستضيف رافضياً ونصرانياً وزنديقاً، ممن عُرفوا بمعارضةِ حكوماتِهِم ومنازعتهم السُّلطةَ، ليعلموا أبناء المسلمين: كيف يفكِّرون وكيف يقيمون الدولة وينهضون بالثقافة ويصلون إلى الحكم!
وكأنَّهم يَقولونَ للذينَ كفروا " هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا "
وكل هذا باسم الإسلامِ، واسم الشريعةِ، واسمِ الدِّين! باسم إسلام اليوم وشريعة اليوم ودين اليوم.
فأيُّ مسلم يرى هذا، ثمَّ لا يتمعَّر وجهه!
بل تجاوز التعصَّب إلى أن يُدافِع المتعصِّبةُ عن النصرانيِّ والرافضيَّ لأنَّ متبوعَهم استضافهم، ولا شكَّ أنَّه لم يستضفْهُم إلا لأنَّ فيهم خيراً، حتى يتعجَّب رئيسٌ لأحد أقسام السنَّة في جامعةٍ من الجامعاتِ من النقد اللاذع المُسلَّط على الضيوف، النصرانيّ والرافضي!
يتعجب من نقدهم!!
أيُّ غضبٍ لدين الله، إن كانَ كلُّ منكَرٍ يفعلُه المتبوع والمحبوب، يقال عنه: للمصلحةِ. ويُحمل على حسن الظنِّ!
ومن يرضى بأن يقدَّم لأهل التوحيد مفتٍ يجيز الاستغاثةَ بغير الله، لجمع الكلمة، وترك الخلافات الجزئيَّة! باسم إسلامٍ جديد، ينسخُ إسلامَ الأمس، ثمَّ يُقال للمصلحةِ!!
ويجعلونَ مرجعيَّة المسلمين واتحادَّ علمائهم (اتحادٌ كاتحاد من بنوا مسجد الضرار، ورؤوسهم علماء الضلالة) بنيابة رجلين: رافضيٍّ وإباضيٍ!
وأثر هؤلاء على النَّاس أكثر من أثر الفسَّاق والمُجَّان، بل وأكثر من أثر الزنادقة المُجاهرين بالزندقة، لأنَّ الزنادقةَ المجاهرين ناسٌ يبغضهمُ العامَّة والخاصَّة وطلاب العلمِ وغيرهم، بخلافِ هؤلاء المُتشرِّعة، فإنَّهم متبوعون عندَ أكثر العوامِّ وكثير من طلاب العلم، لأنَّهم يتكلمون باسم الإسلامِ، ويلبسون ثياب أهل العلم، يُتابعهم شباب المسلمين ليتعلموا دينهم!
أين عبوديَّة رب الأربابِ، وجبَّار السماواتِ والأرض، أين تحقيق التوحيد في قلوبِ المسلمين.